مقاومة الإغراءات‏

blue chipper

عضو نشط
التسجيل
23 فبراير 2010
المشاركات
2,194

مقاومة الإغراءات
محمد صالح المنجد

عناصر الموضوع:
1. أنواع الشهوات والإغراءات.
2. الإغراء بالمرأة.
3. الإغراء بالمال.
4. الإغراء بالمنصب والجاه
5. الإغراء بالفتاوى الضالة
6. سمات المغريات المعاصرة
7. توجيهات في مقاومة الإغراءات

أنواع الشهوات والإغراءات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى خلق الجنة وخلق النار وجعل هاتين الدارين لعباده ولكل منهما ملؤها, الجنة والنار خلقهما الله تعالى وأرسل جبريل إلى الجنة, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا.
قَالَ: فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا.
قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا. - طَمِعَ فِي دُخُولِهَا, وَجَاهَدَ فِي حُصُولِهَا-.
فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ. - وَالْمُرَادُ بِهَا التَّكَالِيفُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي هِيَ مَكْرُوهَةٌ عَلَى النُّفُوسِ الْإِنْسَانِيَّةِ -
فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا.
قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ.
فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ.
قَالَ: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا.
فَرَجَعَ إِلَيْهِ.
فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا- لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا فَزِعَ مِنْهَا وَاحْتَرَزَ فَلَا يَدْخُلُهَا-
فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ.
فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَرَجَعَ إِلَيْهَا.
فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا)). رواه الترمذي(2483)، وغيره، وصححه الألباني.
وملخص الحديث ما جاء في رواية البخاري: ((حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره)) البخاري (6487)، هذا من بديع الكلام, الجنة محفوفة بالمكاره لا يمكن الوصول إلى الجنة إلا عبر المكاره, والذي يظن أنه يمكن أن يدخل الجنة من غير أن يقتحم المكاره فهو مخطئ, لا يمكن تدخل الجنة يا أخي ويا أيتها الأخت المسلمة إلا بالمكاره, ما تقتحم المكاره وتصبر على التكاليف وعلى المشاق لا يمكن تدخل, وكذلك النار لا يمكن دخول النار إلا بالشهوات, وإذا الإنسان ما اقتحم الشهوات لن يدخل النار لأنها حفت من جميع الجهات, ما في طريق للوصول إلا بهذا, هذه النار حفت بالشهوات؛
والشهوات إغراءات, الشهوات متعددة شهوة النساء شهوة المال شهوة المنصب شهوة الشهرة والنجومية هذا يغري وهذا يغوي هذا يجذب وهذا يردي حتى آخر لحظة الشيطان

يعمل, الشيطان مخلوق من قبل آدم وسيبقى إلى آخر الزمان, هذا الشيطان طلب من ربه أن ينظره, أمهلني {أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (الأعراف:14). الله عز وجل أعطاه ما طلب { فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} (الحجر:37-38) . وهو يعمل في البشرية في إغوائها وإغرائها ويزداد الشيطان خبرة مع مرور أجيال البشرية وتعاقبها ولذلك ترى التفنن الشيطاني الآن في إغواء الناس لم يحصل له مثيل من قبل في تاريخ البشرية, ولا يوجد على البشرية وقت عمت فيه فتن الشهوات مثل هذا الزمان قائلاً متعهداً: { فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (الحجر:40) . قال عليه الصلاة والسلام: (( إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم, قال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني )). رواه الإمام أحمد(11255) وهو حديث حسن.
كيف سيتمكن من الإغواء؟ هو يقول: في كلامه {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} (الأعراف:17) . من جميع الجهات من جميع الجوانب, وأيضاً قال: { لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } (الحجر:39-40) , فما هو الإغواء؟ إنه التزين والتحسين للشر حتى يغري به, ولذلك كان أول ضحية للشيطان في قضية الإغواء آدم وحواء { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا }(الأعراف:الآية20) . وأخرج الله الأبوين من الجنة بإغواء آدم, اختبار مقاومة الإغراء لم يصمد فيه أبونا وأمنا، وبعد التوبة صارا خير البشر في ذلك الوقت طبعاً, وقال الله: { يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ }(الأعراف: الآية27). ظل الإغراء هو الاختبار هو المحك لا تجتاز الخطر إلا بمقاومة هذا الإغواء والإغراء, هذا الطريق لإبليس ابتلى الله عباده به وجعل في الأرض أشياء تساعد على الانزلاق ويستعين بها إبليس في إغواء الناس { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ }(الكهف: الآية7) هناك مآكل لذيذة، مشارب، مساكن طيبة، مناظر بهيجة، رياض أنيقة، أصوات شجية، صور مليحة، أشكال جملية، فاتنة جذابة خلابة، ذهب فضة، مناصب شهرة، زينة فتنة اختبار, قال ابن القيم –رحمه الله-: (وكما ابتلاهم بأمره ونهيه يعني بالتكاليف الشرعية ابتلاهم بما زين لهم من الدنيا وبما ركب فيهم من الشهوات...) شفاء العليل لابن القيم.
قصة آدم تبيّن لنا أن القضية خطيرة؛ لأن أبانا أغراه الشيطان بتلك الشجرة بالمعصية, وهذا العمل الذي حصل لا شك أنه نتيجة الاستجابة للشهوة؛ لأنه قال: { شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى }(طـه: الآية120) فأتى آدم من أي باب؟ من باب حب البقاء والخلد والملك, وواعده وأغرَّه بوعده؛ لأنه لا يملكه, إبليس لا يملك الوعد, الشهوات أمر يستلذ به الإنسان, يصعب عليه تركه لماذا؟ لأنه يحبه في الداخل في انجذاب للشهوة, شهوة النساء شهوة المال شهوة الخلد المنصب, شهوة الشهرة, ولن يستكمل عبدٌ الإيمان ولا يكون مؤمناً حقاً حتى يؤثر دينه على شهوته, ولن يهلِك عبدٌ كما قال الفضيل بن عياض حتى يؤثر شهوته على دينه. السنة لعبد الله بن أحمد (2/266) .
 

qadsawi

عضو نشط
التسجيل
24 أغسطس 2009
المشاركات
686
الله يجزاك خير اخوي بلو وجعله الله في ميزان حسناتك موضوع قيم ومفيد
 
أعلى