حياك الله أخوي ..
أنطاكيا بلدة عادية وما فيها شيء زايد بس الغريب أنه في المسلسلات التركية أعطوها دعاية كبيرة
أنا رحت أنطاكيا 4 مرات و عندي فيها صور كثيرة ...
هي حلوة بالربيع بس أما بالصيف فهي حارة يعني الحرارة بحدود 40 وفوق لأنها نازلة وليست جبلية ..
وأما جزيرة الأميرات فهذه تبعد عن أنطاكيا 900 كيلو !
شوف أخوي و من واقع خبرة أنا أروح تركيا تقريبا كل سنة بالسيارة أطلع من الكويت و غالب سفراتي بالربيع يعني هذا الشهر احتمال أسافر واحتمال لأ .. لأن عندي ظروف شوي
إذا تبي توصل أنطاكيا و مصمم فنصيحة تطلع من الكويت بسيارتك أو بالطيارة على راحتك وأنا أفضل السيارة طبعا لأن أنطاكيا بدون سيارة ما تسوى ... فهي بلدة غير متكاملة سياحيا ... يعني مثلا استانبول و أنطاليا فيهم خدمات لا بأس فيها ولو تتنقل بالباصات راح تستانس أما أنطاكيا فلا
لذا نصيحة اطلع بسيارتك من الكويت و روح السعودية ثم الأردن ثم سوريا واذهب إلى مدينة اللاذقية ومن هناك تذهب إلى منفذ بلدة كسب الحدودية الجميلة ثم تدخل على أنطاكيا ...
وهذه معلومات أنا كنت كتبتها في موقع ثاني قبل سنتين أحكي عن قصة رحلتي إلى تركيا و منها أنطاكيا أنسخها لك هنا :
ثم وردنا غدوة أنطاكيــــه @@@ و أهلها في خيرها مواسيه
أهل عفاف و أمور عالية@@@ أخلاقهم قدما عليها جاريه
مدينة ميمونة مذ لم تـــزل @@@ النصف في السهل و نصف في الجبل
والبق لا يدخلها وينتصـل @@@ لكن بها فأر عظيم كالورل!
كثيرة الخيرات و الثمـــار@@@ وتينها القلاد في الأشجار
مثل النجوم في دجى الأسحار @@@ حصينة كثيرة الآثار
صاحب يس حبيب فيها @@@ وكان عند ربــــــه وجيها
في الخلد و الثمار يجتنيها @@@ أكرم به مفتخرا نبيها
هذه هي أنطاكيا الجميلة البديعة خصوصا في فصل الربيع
ذهبتُ مباشرة إلى الفندق و كان اختياري له موفقا بحمد الله تعالى ويقع في شارع جميل جدا
موظف الفندق مهذب جدا و ساعدني لأنه يعرف اللغة العربية
غرفة الفندق جميلة وهو فندق رائع و سعره أروع ! (70دولار تقريبا )
وأما مدينة أنطاكيا وسبب زيارتي لها فهي رحلة تاريخية بالدرجة الأولى فأنطاكيا من أقدم المدن التي سكنها الناس و فيها تاريخ عريق عند النصارى و المسلمين بل كما يقول ياقوت رحمه الله في معجم بلدانة بأن العرب كانت إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية
(( وأما فتح هذه المدينة فقد ذكر ياقوت رحمه أن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جُند قنْسرين فلما صار بمِهْرُوية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدو ففضهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها وكان مُعظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهمٍ وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم ديناراً وجريباً ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم رضي الله عنه وحبيب بن مَسلمة رضي الله عنه ففتحاها على الصلح الأول ويقال بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجه عمرو بن العاص من إليلياء ففتحها ورجع ومكث يسيراً حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة منهم مُسلم بن عبد الله جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي وكان مُسلم قُتل على باب من أبوابها فهو يُعرف بباب مُسلم إلى الآن ))
فرضي الله تعالى عن الصحابة أجميعن فكم ضحوا بأرواحهم وأموالهم في سبيل الله تعالى
ومن باب الطرفة وهي معلومة معروفة في كتب الجغرافيا و التواريخ بأن أنطاكية هي أخت أنطالية وهما بنات الروم بن اليقن بن سام بن نوح فالله أعلم !
وقد قرأت أيضا في كتاب مهذب كتاب الحيوان للجاحظ و قد هذبه العلامة عبدالسلام هارون رحمه الله بأن الجرذان في أنطاكيا كبيرة الحجم جدا بحيث هي تلحق القطط وليس العكس
ولا أعتقد بوجود شيئ منها الآن فالحمدلله
اعذروني على سرد هذه الحكايات و لكنها إشارة لتحضيري الاستقصائي في المراجع لكل ما يمت بلدة أنطاكيا ولولا الإنشغال لسردت أشياء كثيرة لكني سأتكلم فقط عن أمر مهم وهو أن مدينة أنطاكيا قد ورد ذكرها في القرآن الكريم مرتان وهو باتفاق المفسرين إذ لم ترد هي باسمها الصريح :
أولها في قصة موسى عليه السلام مع الخضر عندما دخلا القرية فرأى فيها جدار يريد أن ينقض فأقامه الخضر وأصلحه لأن والد الطفلين اليتيمين كان صالحا فأراد الله تعالى أن لا يقع الجدار فينكشف الكنز المدفون تحته حتى لا يتعرض له أقاربهم فيسلبوهم الكنز.
و أما الآية الأخرى فهي قصة حبيب النجار رحمه الله تعالى و هو أول شهيد في دين الله الذي أنزله على نبيه عيسى بن مريم عليه السلام في قوله تعالى : (( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين )) ثم حكى الله استشهاده وإدخاله للجنة ثم قوله : (( قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين )).
فهذه مدينة دخلها موسى عليه السلام و استشهد فيها رجل صالح ثم دخلها الإسلام ثم احتلها الصليبيون ثم أعادها الله للإسلام بعد قرون ثم استقرارها بيد المسلمين بعد فتح الملك الظاهر بيبرس رحمه الله تعالى .. ألا تستحق هذه البلدة زيارة تاريخية تليق بها؟
بلى و الله لقد زرتها و استمتعت بهذا التاريخ الحي الذي أراه أمامي في أنطاكيا الجميلة ...