الشيخ: موسى بن عبدالله آل عبدالعزيز
لا ريب أن ما تشهده بعض بلاد المسلمين من الحالة «التفجيرية!» وهذه البلاد المباركة بصفة - خاصة! - هي من نتاج التنظير التكفيري بالايحاء والتصريح.
وأن مطاردة النوابت المغرر بهم، الذين تورطوا في أعمال إجرامية.. لا تقرهم بها شريعة ولا ذريعة.. جزء من الحل وليس السبيل الوحيد للخروج من هذه الفتنة.. ولكي نخرج منها لابد لنا أن نتعامل مع الرؤوس التي مهدت لأولئك النوابت وأوصلتهم إلى الحالة التفجيرية.. ذلك بأنهم أزمة الأزمة وعلة العلل.. وهم منظرو التكفير.. وأن الرابط بين الرؤوس والاتباع ظاهر كالشمس، حتى لو كان هذا الأمر قد وطؤوا له منذ سنين.. وسترى ذلك من ألفاظهم.. وتربط ذلك مع الصف الذي يستهدفه النوابت..
فمنهم من قال: لا توجد دولة إسلامية من المحيط إلى الخليج..!!
وقال: من استطاع الخروج فليخرج!
وقال: إن سيده - قطب! - هو إمام الهدى في هذا العصر!، والحق هو أقنوم الخوارج الجدد..
بل دعا رجال الأمن إلى العصبية تأليباً على ولاة الأمر... وإن كانت شواهد الواقع أثبتت عكس ذلك من التلاحم والتعاون والسمع والطاعة - ولله الحمد -.. ناهيك عن مقالاته في عصاة الموحدين التي توحي بالتكفير تارة، وطوراً تصرح به..
ومنهم: من خرج على رؤوس الأشهاد.. وكفر الدولة بالإيحاء حين طالب الدولة.. بالتخلي عن المواثيق والعهود الدولية.. توكيداً لما عليه نوابت التفجير.. بل كفرها من قبل بسبب البنوك التي تجاور الحرمين.. - وهذا عين ما عليه الخوارج! - وكفر العلماء وحكم عليهم بالإرجاء.. توافقاً مع أبي محمد المقدسي التكفيري الحروري، وأنني أشك أن المقدسي مؤلف الكتاب الذي كفرنا فيه!-، انظر إلى سطور من وافقه بطريقة التلبيس!!-.. وهناك الكثير والكثير..
ولكي لا نطيل نطرح هذا السؤال الكبير:
لماذا دعاة التكفير لا يتوبون إلى الله ويستغفرونه من هذه المقالات الضالة.. وذلك بشروط التوبة النصوح.. كما في قوله - تعالى -: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} (البقرة)، وذلك بيان الإصلاح بخطأ هذه الأحكام الضالة.. فاشترط - تعالى - للتوبة الإصلاح.. والبيان عن ما تم الرجوع عنه.. لكي لا يستمر ذلك الخطأ في الناس على مدار القرون..
فإذا لم يستجيبوا للتوبة.. فإن نوابت القوم سيتجددون بتكفيرهم وتفجيرهم.. وأن ضرر هؤلاء الرؤوس المكفرة أشد وأعتى من الأسنان الذين وقعوا في الجرم.. وأن هذا الضرر والأذى قد مس بلادنا وغيرها من بلاد المسلمين حينها لابد من المساءلة.. لدعاة التكفير - قاعدية العصر!- من أي بلد تضرر منهم.. فإن أصروا على مقالاتهم التكفيرية فاعلموا أن القوم يقولون ذلك عن عقيدة وهذا من إفساد دين الناس.. وهذا أشر من فساد القتال من أجل نيل الشرف.. كالذي يطلب الرئاسة دون تكفير للحاكم أو المجتمع، وإنما من أجل طلب الولاية أو أخذ المال، قال شيخ الإسلام «منهاج السنّة النبوية ج: 5 ص: 149).. وبالجملة العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمور يكون لطلب ما في أيديهم من المال والإمارة وهذا قتال على الدنيا.. ولهذا قال أبوبرزة الأسلمي - رضي الله عنه - عن فتنة ابن الزبير وفتنة القراء مع الحجاج وفتنة مروان بالشام، هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء، إنما يقاتلون على الدنيا، وأما أهل البدع كالخوارج فهم يريدون إفساد دين الناس فقتالهم قتال على الدين، والمقصود بقتالهم أن تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ونهى عن ذلك..» أ.ه، أي نهى عن الخروج على الحكام.. وأمر بقتال الخوارج لأنهم يصرون على إفساد الدين.. عن عقيدة مما يوجب مساءلتهم بالكلمة كما فعل ابن عباس - رضي الله عنهما - فرجع من يريد صلاح الدين وبقي من يريد إفساده.. ورفع السيف في آخر أمره في وجوه المسلمين يضرب رقاب برهم وفاجرهم.. وهذه خاتمة الإصرار على التكفير..
والخلاصة : أن القاعدية الذين ينظرون التكفير ويورطون الأسنان في سفك الدماء لهم من الخطر ما هو أكبر من خطر نوابت التفجير.. حيث إنهم كلما اجتثت طائفة من المفجرة.. أنبتوا أخرى.. ولكي لا يتجددون بعد هذا النصر الذي تحقق لهذا المجتمع المبارك على أيدي قيادي الأمن ورجاله.. يجب مساءلة دعاة التكفير قبل أن تساءلهم دول فتنوا شبابها وسفكت دماء شعبها بسبب المقالات التكفيريين. التي كانت للتصدير المحلي قبل الدولي.. فلسنا وحدنا في هذا الإسلام ولسنا على المسلمين بجبارين. وليس ذلك من سبيل المؤمنين.. فهم يستترون بنا من أجل توريطنا - مع الدول.. وإلا فالقوم لم يلفظوا ما يوقنون به انه من الاعتراف بنا.. وإن غداً لناظره لقريب.. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم، والحمد لله الهادي إلى سواء السبيل.
http://www.alriyadh.com/2005/01/28/article34463.html
http://box.emanway.com/droos/mkate3/albaniRoya.rm
قال شيخ الإسلام ابن باز ـ رحمه الله وطيّب ثراه ـ :
(( هذا العصر : عصر الرفق والصبر والحكمة ،وليس عصر الشدّة .
الناس أكثرهم في جهل ، في غفلة وإيثار للدنيا ، فلا بدّ من الصبر ،
ولا بدّ من الرفق ؛حتى تصل الدعوة ، وحتى يبلغ الناس ، وحتى يعلموا .
ونسأل الله للجميع الهداية ))
مجموع فتاوى سماحته ( ج 8 / صــ 376 ) و ( ج 10 / صــ 91 ) .
ورحم الله شيخ الإسلام الألباني الذي أوصى قبل وفاته بقوله :
(( علينا أن نترفق في دعوتنا مع المخالفين ، وأن تكون من قوله تبارك
وتعالى دائما و أبداً:
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )
وأول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في
مبدئنا و في عقيدتنا؛ حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عز و جل
بها علينا و بين ثقل أسلوب الدعوة إلى الله عز و جل )) .
فقه الواقع السياسي والفكري .. بصوت كبار العلماء
تبصير الخلف بمنهج السلف
موقع محدّث العصر الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ
كتب وأشرطة فضيلة الشيخ عبد العزيز الريس
تخريج الأحاديث من كتب الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ
تعديل فهد السنة : 2005-01-28 01:06 PM
بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس
لا ريب أن ما تشهده بعض بلاد المسلمين من الحالة «التفجيرية!» وهذه البلاد المباركة بصفة - خاصة! - هي من نتاج التنظير التكفيري بالايحاء والتصريح.
وأن مطاردة النوابت المغرر بهم، الذين تورطوا في أعمال إجرامية.. لا تقرهم بها شريعة ولا ذريعة.. جزء من الحل وليس السبيل الوحيد للخروج من هذه الفتنة.. ولكي نخرج منها لابد لنا أن نتعامل مع الرؤوس التي مهدت لأولئك النوابت وأوصلتهم إلى الحالة التفجيرية.. ذلك بأنهم أزمة الأزمة وعلة العلل.. وهم منظرو التكفير.. وأن الرابط بين الرؤوس والاتباع ظاهر كالشمس، حتى لو كان هذا الأمر قد وطؤوا له منذ سنين.. وسترى ذلك من ألفاظهم.. وتربط ذلك مع الصف الذي يستهدفه النوابت..
فمنهم من قال: لا توجد دولة إسلامية من المحيط إلى الخليج..!!
وقال: من استطاع الخروج فليخرج!
وقال: إن سيده - قطب! - هو إمام الهدى في هذا العصر!، والحق هو أقنوم الخوارج الجدد..
بل دعا رجال الأمن إلى العصبية تأليباً على ولاة الأمر... وإن كانت شواهد الواقع أثبتت عكس ذلك من التلاحم والتعاون والسمع والطاعة - ولله الحمد -.. ناهيك عن مقالاته في عصاة الموحدين التي توحي بالتكفير تارة، وطوراً تصرح به..
ومنهم: من خرج على رؤوس الأشهاد.. وكفر الدولة بالإيحاء حين طالب الدولة.. بالتخلي عن المواثيق والعهود الدولية.. توكيداً لما عليه نوابت التفجير.. بل كفرها من قبل بسبب البنوك التي تجاور الحرمين.. - وهذا عين ما عليه الخوارج! - وكفر العلماء وحكم عليهم بالإرجاء.. توافقاً مع أبي محمد المقدسي التكفيري الحروري، وأنني أشك أن المقدسي مؤلف الكتاب الذي كفرنا فيه!-، انظر إلى سطور من وافقه بطريقة التلبيس!!-.. وهناك الكثير والكثير..
ولكي لا نطيل نطرح هذا السؤال الكبير:
لماذا دعاة التكفير لا يتوبون إلى الله ويستغفرونه من هذه المقالات الضالة.. وذلك بشروط التوبة النصوح.. كما في قوله - تعالى -: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم} (البقرة)، وذلك بيان الإصلاح بخطأ هذه الأحكام الضالة.. فاشترط - تعالى - للتوبة الإصلاح.. والبيان عن ما تم الرجوع عنه.. لكي لا يستمر ذلك الخطأ في الناس على مدار القرون..
فإذا لم يستجيبوا للتوبة.. فإن نوابت القوم سيتجددون بتكفيرهم وتفجيرهم.. وأن ضرر هؤلاء الرؤوس المكفرة أشد وأعتى من الأسنان الذين وقعوا في الجرم.. وأن هذا الضرر والأذى قد مس بلادنا وغيرها من بلاد المسلمين حينها لابد من المساءلة.. لدعاة التكفير - قاعدية العصر!- من أي بلد تضرر منهم.. فإن أصروا على مقالاتهم التكفيرية فاعلموا أن القوم يقولون ذلك عن عقيدة وهذا من إفساد دين الناس.. وهذا أشر من فساد القتال من أجل نيل الشرف.. كالذي يطلب الرئاسة دون تكفير للحاكم أو المجتمع، وإنما من أجل طلب الولاية أو أخذ المال، قال شيخ الإسلام «منهاج السنّة النبوية ج: 5 ص: 149).. وبالجملة العادة المعروفة أن الخروج على ولاة الأمور يكون لطلب ما في أيديهم من المال والإمارة وهذا قتال على الدنيا.. ولهذا قال أبوبرزة الأسلمي - رضي الله عنه - عن فتنة ابن الزبير وفتنة القراء مع الحجاج وفتنة مروان بالشام، هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء، إنما يقاتلون على الدنيا، وأما أهل البدع كالخوارج فهم يريدون إفساد دين الناس فقتالهم قتال على الدين، والمقصود بقتالهم أن تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله فلهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ونهى عن ذلك..» أ.ه، أي نهى عن الخروج على الحكام.. وأمر بقتال الخوارج لأنهم يصرون على إفساد الدين.. عن عقيدة مما يوجب مساءلتهم بالكلمة كما فعل ابن عباس - رضي الله عنهما - فرجع من يريد صلاح الدين وبقي من يريد إفساده.. ورفع السيف في آخر أمره في وجوه المسلمين يضرب رقاب برهم وفاجرهم.. وهذه خاتمة الإصرار على التكفير..
والخلاصة : أن القاعدية الذين ينظرون التكفير ويورطون الأسنان في سفك الدماء لهم من الخطر ما هو أكبر من خطر نوابت التفجير.. حيث إنهم كلما اجتثت طائفة من المفجرة.. أنبتوا أخرى.. ولكي لا يتجددون بعد هذا النصر الذي تحقق لهذا المجتمع المبارك على أيدي قيادي الأمن ورجاله.. يجب مساءلة دعاة التكفير قبل أن تساءلهم دول فتنوا شبابها وسفكت دماء شعبها بسبب المقالات التكفيريين. التي كانت للتصدير المحلي قبل الدولي.. فلسنا وحدنا في هذا الإسلام ولسنا على المسلمين بجبارين. وليس ذلك من سبيل المؤمنين.. فهم يستترون بنا من أجل توريطنا - مع الدول.. وإلا فالقوم لم يلفظوا ما يوقنون به انه من الاعتراف بنا.. وإن غداً لناظره لقريب.. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم، والحمد لله الهادي إلى سواء السبيل.
http://www.alriyadh.com/2005/01/28/article34463.html
http://box.emanway.com/droos/mkate3/albaniRoya.rm
قال شيخ الإسلام ابن باز ـ رحمه الله وطيّب ثراه ـ :
(( هذا العصر : عصر الرفق والصبر والحكمة ،وليس عصر الشدّة .
الناس أكثرهم في جهل ، في غفلة وإيثار للدنيا ، فلا بدّ من الصبر ،
ولا بدّ من الرفق ؛حتى تصل الدعوة ، وحتى يبلغ الناس ، وحتى يعلموا .
ونسأل الله للجميع الهداية ))
مجموع فتاوى سماحته ( ج 8 / صــ 376 ) و ( ج 10 / صــ 91 ) .
ورحم الله شيخ الإسلام الألباني الذي أوصى قبل وفاته بقوله :
(( علينا أن نترفق في دعوتنا مع المخالفين ، وأن تكون من قوله تبارك
وتعالى دائما و أبداً:
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )
وأول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشد خصومة لنا في
مبدئنا و في عقيدتنا؛ حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق التي امتن الله عز و جل
بها علينا و بين ثقل أسلوب الدعوة إلى الله عز و جل )) .
فقه الواقع السياسي والفكري .. بصوت كبار العلماء
تبصير الخلف بمنهج السلف
موقع محدّث العصر الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ
كتب وأشرطة فضيلة الشيخ عبد العزيز الريس
تخريج الأحاديث من كتب الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ
تعديل فهد السنة : 2005-01-28 01:06 PM
بحـث قائمة الأصدقاء اقتباس