فضل
عضو مميز
كاتب تركى يروى لنا حكايه اهل قريه ..،
القصة تدور حول رجل ذهب إلى قرية من القرى التركية النائية
وعندما وصل إلى القرية , استقل سيارة ليتنزه
وبينما هو في نزهته لفت نظره بيتا جميلا من طابق واحد
وقد تجمهر حوله عدد كبير من رجال ونساء وأطفال القرية . .
فقال للسائق بيت من هذا ؟
فوجد السائق يتذمر ويقول : بيت السافل ربنا ياخذه !!
إنه الرجل الذي أرسلته الحكومة ليرعى شئون القرية . .
فقال الرجل : وما أسمه ؟ . .
فقال السائق : ليذهب إلى الجحيم هو وإسمه . .
إننا ننعته بالرجل السافل الحقير . . سافل بمعنى الكلمة
إندهش الرجل , فهو يعلم أن السائق رجل طيب وعلى خلق
فكيف ينعت الرجل هكذا بأبشع الصفات !
وفي مساء نفس اليوم , جلس الرجل في المقهى الرئيسي للقرية
وتحدث مع صاحب المقهى قائلا :
ما رأيك في الرجل الموظف الذي يرعى شئون قريتكم ؟
فبصق صاحب المقهى وقال : سافل حقير . .
قال الرجل بفضول : لماذا ؟
قال له : أرجوك , لا تفتح سيرة هذا الرجل
إنه حقير حقير حقير , لا تعكنن مزاجي في هذه الأمسيه بهذا السافل
وظل الرجل يسأل كل من قابله من أهل القرية نفس السؤال
ولا يتلقى سوى نفس الإجابه < الحقير المنحط >
عندها قرر الرجل زيارة هذا الموظف في بيته ليرى عن قرب
ماذا يفعل لأهل القرية حتى وصفوه بكل هذه الأوصاف
ودخل إلى بيته رغم تحذير السائق منه ..
فوجد الرجل واقفا وأمامه فلاح يسيل الدم من قدميه الحافيتين
والرجل يضمد له جروحه ويعالجه ويمسح الجروح بالقطن
وبجواره ممرضته والتي كانت تعمل بكل همة مع الرجل لتطبيب ذلك الفلاح
إندهش الرجل وسأله : أأنت طبيب ؟
فقال له : لا
ثم جاء بعد ذلك أحد الفلاحين يستشيره في أمر متعلق بزراعة أرضه
فقدم له شرحاً وافيا لأفضل الطرق الزراعية التي تناسب أرض ذلك الفلاح
ثم إنفرد بأحد الفلاحين ودس في يده نقوداً وكان الفلاح يبكي
وحينما حاول أن يقبل يده صرفه بسرعه وقال :
المسألة ليست في العلاج فقط ، الطعام الجيد مهم جداً ..
بعد ذلك جلس مع هذا الرجل وأحضرت ممرضته - والتي هي زوجته -
الشاي وجلسوا يتحدثون
- فلم يجد شخصاً أرق او أكثر منه ثقافةً ومودةً وحناناً -
وعاد الرجل ليركب سيارته وقال للسائق :
لقد قلت لي أن هذا الرجل سافلً . .
ولكنني قابلته هو وزوجته ووجدتهما ملاكيين حقيقيين , فما السيئ فيهما ؟!
قال السائق : آه لو تعرف أي نوع من السفلة هما ؟!
قال الرجل في غيظ : لماذا ؟!
قال السائق : قلت لك سافل يعني سافل
وأغلق هذا الموضوع من فضلك
هنا جن جنون الرجل وذهب إلى محامي القرية وأكبر مثقفيها , وسأله :
هل ذلك الموظف المسؤول عن القرية يسرق ؟!
فأجابه المحامي : لايمكن
إنه هو وزوجته من أغنى العائلات . . وهل في هذه القرية ما يسرق اصلا ؟!
فسأل الرجل : هل تعطلت الهواتف في القرية بسببه ؟!
فقال المحامي : كانت الهواتف كلها معطلة , ومنذ أن جاء هذا الحقير تم
إصلاحها واشتغلت كلها . .
فاستشاط الرجل في غيظ وقال للمحامي : طالما أن أهل القرية يكرهونه
ويرونه سافلاً هكذا لماذا لا يشكونه للمسؤولين ؟!
فأخرج المحامي ملفاً ممتلأً وقال : تفضل . . أنظر . .
آلاف الشكاوى أُرسلت فيه ولكن لم يتم نقله
وسيظل هذا السافل كاتماً على أنفاسنا
قرر الرجل أن يترك القرية بعد أن كاد عقله يختل ولم يعد يفهم شيئا
وعند الرحيل , كان المحامي في وداعه عند المحطة
وهنا قال المحامي بعد أن وثق بالرجل وتأكد من رحيله :
هناك شيئا أود أن أخبرك به قبل رحيلك . .
لقد أدركت أنا وأهل القرية جميعاً من خلال تجاربنا مع الحكومه . .
إنهم عندما يرسلون إلينا موظفا عموميا جيدا ونرتاح إليه ويرتاح إلينا
تبادر الدوله فورا بترحيله من قريتنا بالرغم من تمسكنا به . .
وأنه كلما كثرت شكاوى أهل القرية وكراهيتهم لموظف عمومي
كلما احتفظ المسؤولون به . .
ولذا فنحن جميعاً قد إتفقنا على أن نسب هذا الموظف وننعته بأبشع
الصفات حتى يظل معنا لأطول فترة ممكنه
ولذا فنحن نعلن رفضنا له ولسفالته
ونرسل عرائض وشكاوى ليبعدوه عن القريه . .
وبهذا الشكل تمكنا من إبقائه عندنا أربعة أعوام . .
آه . . لو تمكنا من أن ننجح في إبقائه أربعة أعوام أخرى
ستصبح قريتنا حينها جنه ..
< كم من اشخاص تناقلنا ذمهم ومسبتهم من غير ان نعرف حقيقتهم >
<وهل سنكتفى بما نسمع عن الاخرين ونصدر الاحكام ام نتحرى الحقائق >
القصة تدور حول رجل ذهب إلى قرية من القرى التركية النائية
وعندما وصل إلى القرية , استقل سيارة ليتنزه
وبينما هو في نزهته لفت نظره بيتا جميلا من طابق واحد
وقد تجمهر حوله عدد كبير من رجال ونساء وأطفال القرية . .
فقال للسائق بيت من هذا ؟
فوجد السائق يتذمر ويقول : بيت السافل ربنا ياخذه !!
إنه الرجل الذي أرسلته الحكومة ليرعى شئون القرية . .
فقال الرجل : وما أسمه ؟ . .
فقال السائق : ليذهب إلى الجحيم هو وإسمه . .
إننا ننعته بالرجل السافل الحقير . . سافل بمعنى الكلمة
إندهش الرجل , فهو يعلم أن السائق رجل طيب وعلى خلق
فكيف ينعت الرجل هكذا بأبشع الصفات !
وفي مساء نفس اليوم , جلس الرجل في المقهى الرئيسي للقرية
وتحدث مع صاحب المقهى قائلا :
ما رأيك في الرجل الموظف الذي يرعى شئون قريتكم ؟
فبصق صاحب المقهى وقال : سافل حقير . .
قال الرجل بفضول : لماذا ؟
قال له : أرجوك , لا تفتح سيرة هذا الرجل
إنه حقير حقير حقير , لا تعكنن مزاجي في هذه الأمسيه بهذا السافل
وظل الرجل يسأل كل من قابله من أهل القرية نفس السؤال
ولا يتلقى سوى نفس الإجابه < الحقير المنحط >
عندها قرر الرجل زيارة هذا الموظف في بيته ليرى عن قرب
ماذا يفعل لأهل القرية حتى وصفوه بكل هذه الأوصاف
ودخل إلى بيته رغم تحذير السائق منه ..
فوجد الرجل واقفا وأمامه فلاح يسيل الدم من قدميه الحافيتين
والرجل يضمد له جروحه ويعالجه ويمسح الجروح بالقطن
وبجواره ممرضته والتي كانت تعمل بكل همة مع الرجل لتطبيب ذلك الفلاح
إندهش الرجل وسأله : أأنت طبيب ؟
فقال له : لا
ثم جاء بعد ذلك أحد الفلاحين يستشيره في أمر متعلق بزراعة أرضه
فقدم له شرحاً وافيا لأفضل الطرق الزراعية التي تناسب أرض ذلك الفلاح
ثم إنفرد بأحد الفلاحين ودس في يده نقوداً وكان الفلاح يبكي
وحينما حاول أن يقبل يده صرفه بسرعه وقال :
المسألة ليست في العلاج فقط ، الطعام الجيد مهم جداً ..
بعد ذلك جلس مع هذا الرجل وأحضرت ممرضته - والتي هي زوجته -
الشاي وجلسوا يتحدثون
- فلم يجد شخصاً أرق او أكثر منه ثقافةً ومودةً وحناناً -
وعاد الرجل ليركب سيارته وقال للسائق :
لقد قلت لي أن هذا الرجل سافلً . .
ولكنني قابلته هو وزوجته ووجدتهما ملاكيين حقيقيين , فما السيئ فيهما ؟!
قال السائق : آه لو تعرف أي نوع من السفلة هما ؟!
قال الرجل في غيظ : لماذا ؟!
قال السائق : قلت لك سافل يعني سافل
وأغلق هذا الموضوع من فضلك
هنا جن جنون الرجل وذهب إلى محامي القرية وأكبر مثقفيها , وسأله :
هل ذلك الموظف المسؤول عن القرية يسرق ؟!
فأجابه المحامي : لايمكن
إنه هو وزوجته من أغنى العائلات . . وهل في هذه القرية ما يسرق اصلا ؟!
فسأل الرجل : هل تعطلت الهواتف في القرية بسببه ؟!
فقال المحامي : كانت الهواتف كلها معطلة , ومنذ أن جاء هذا الحقير تم
إصلاحها واشتغلت كلها . .
فاستشاط الرجل في غيظ وقال للمحامي : طالما أن أهل القرية يكرهونه
ويرونه سافلاً هكذا لماذا لا يشكونه للمسؤولين ؟!
فأخرج المحامي ملفاً ممتلأً وقال : تفضل . . أنظر . .
آلاف الشكاوى أُرسلت فيه ولكن لم يتم نقله
وسيظل هذا السافل كاتماً على أنفاسنا
قرر الرجل أن يترك القرية بعد أن كاد عقله يختل ولم يعد يفهم شيئا
وعند الرحيل , كان المحامي في وداعه عند المحطة
وهنا قال المحامي بعد أن وثق بالرجل وتأكد من رحيله :
هناك شيئا أود أن أخبرك به قبل رحيلك . .
لقد أدركت أنا وأهل القرية جميعاً من خلال تجاربنا مع الحكومه . .
إنهم عندما يرسلون إلينا موظفا عموميا جيدا ونرتاح إليه ويرتاح إلينا
تبادر الدوله فورا بترحيله من قريتنا بالرغم من تمسكنا به . .
وأنه كلما كثرت شكاوى أهل القرية وكراهيتهم لموظف عمومي
كلما احتفظ المسؤولون به . .
ولذا فنحن جميعاً قد إتفقنا على أن نسب هذا الموظف وننعته بأبشع
الصفات حتى يظل معنا لأطول فترة ممكنه
ولذا فنحن نعلن رفضنا له ولسفالته
ونرسل عرائض وشكاوى ليبعدوه عن القريه . .
وبهذا الشكل تمكنا من إبقائه عندنا أربعة أعوام . .
آه . . لو تمكنا من أن ننجح في إبقائه أربعة أعوام أخرى
ستصبح قريتنا حينها جنه ..
< كم من اشخاص تناقلنا ذمهم ومسبتهم من غير ان نعرف حقيقتهم >
<وهل سنكتفى بما نسمع عن الاخرين ونصدر الاحكام ام نتحرى الحقائق >