د. وائل الحساوي
الإعلامية الاميركية الشهيرة «اوبرا وينفري» التي تتقاضى مليون دولار شهريا لبثها برنامجا يتعلق بالحياة الاميركية ومع هذا يشاهده الملايين في العالم، ذكرت اوبرا أن المصريين هم من يبني مساكن الكويتيين والهنود هم من يكنس شوارعهم، والفيليبينيين يربون اولادهم والاندونيسيين يحضرون طعامهم، والاميركيين يتولون الدفاع عنهم، بينما الكويتيون يتصرفون كباريس هيلتون، «النجمة الشهيرة».
استطيع ان ارد على اوبرا بنفس منطقها فأقول بأن الشعب الكويتي على الاقل لم يؤسس دولته على ابادة كاملة لأهل البلاد الاصليين كما فعل الاميركان للهنود الحمر، ولم يشتر الاحرار من افريقيا ليحولهم إلى عبيد لا حقوق لهم، واوبرا هي احسن من يعرف ذلك، ولم يؤذ الشعوب المسالمة فيلقي عليهم قنابل النابالم الحارقة او القنابل النووية، والشعب الكويتي لم ينشئ اكبر وكالة للاستخبارات تمارس تدبير المكائد والانقلابات ضد الشعوب الاخرى، والشعب الكويتي لم يغز بلادا آمنة ويحولها إلى خراب، ولم يشجع كيانا معتديا على مواصلة الظلم ضد الشعوب الامنة، ولم ينشئ معتقلات في الخارج لكي لا يطبق القوانين العادلة على المتهمين، وفي جعبتي الكثير.
اما عن سبب استعانة الشعب الكويتي بالعمالة الخارجية فهو شيء طبيعي لشعب صغير يملك الاموال الكثيرة فإن لم يسخرها لرفاهيته ففيم ينفقها؟!
ومع ذلك فان تلك الشعوب ممنونة لما يفعله الكويتيون فإنه مصدر رزق لمليوني انسان من المقيمين مع عوائلهم في بلدانهم الاصلية، فما الذي يزعل اوبرا من سخائنا مع الآخرين؟!
استطيع ان استطرد في الرد على اوبرا واقول: وانت يا اوبرا ماذا قدمت لتلك الشعوب الفقيرة وقد اصبحت مليارديرة لا من صناعة او انتاج ولكن من مجرد كلام في كلام؟! ولكني مع ذلك اتوجه إلى الشعب الكويتي لأقول له: لا بد من تغيير نمط حياتنا إلى ان نصبح امة منتجة ومتعلمة ومعتمدة على نفسها بقدر الامكان، ولا بد ان انبه نواب «اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب» إلى ان استمرار حملاتهم في مشاريع تبديد الاموال والمقترحات «القراقوشية» قد فاحت رائحتها وازكمت انوف العالم، وبات العالم كله يضحك منا ويتندر على مجلسنا الفارغ، فانتبهوا!!
يا ليتها عيّرت بما هو عار!!
اما قضية الحماية الاميركية للكويت فقد شكرنا الولايات المتحدة عليها حتى بالغنا في الشكر، وحتى دون ان نكشف بأن تلك الحماية كانت ستتم حتى لو رفضناها، ودون ان نقول بأن صدام هو صناعة غربية وعميل مزدوج، وبأن سفيرتكم هي من اعطاه الضوء الاخضر لغزو الكويت!!