بعد (كاترينا) و (ريتا) ..
علماء أمريكيون يحذرون من بركان ضخم فوهته عند ثورانه مقدارها 85 كم متوقع حدوثه في بورتلاند وضرره يتجاوز الولايات الأمريكية ويصيب العالم بموجة برد شديد
معالم لآخر بركان في بورتلاند (الارشيف)واشنطن : عادل الناصر
قبل عدة أيام انتهى إعصار ريتا الذي أحدث دماراً آخر لأمريكا الذي جاء بعد إعصار كاترينا الذي قتل المئات وشرد الآلاف, واليوم تحذر أمريكا من خطر قادم ليس عليها وحدها فقط بل على من حولها أيضاً، ولا تقصد القريبين منها فقط بل البعيدين في أوروبا والأطلسي. هذا الدمار يتمثل في بركان قد يحدث في بورتلاند في ولاية أوريجون التي تقع في وسط الولايات المتحدة الأمريكية، كما يقول العلماء في مجلة (نيوساينست) "البركان ضخم للغاية، حيث يبلغ قطر فوهته عند ثورانه 85 كلم وسوف يصيب العالم بموجة من البرد الشديد، نظراً لكمية الدخان التي ستتسبب في حجب أشعة الشمس لأعوام، خاصة على أوروبا، بالإضافة إلى أن عدداً من البحار والبحيرات ستكون عرضة للتجمد". ويقول العلماء "إن هناك إشارات جديدة ظهرت خلال الأسبوع الماضي تشير إلى دمار كبير قد يلحق بالولايات المتحدة جراء هذا النوع من البراكين, فقد التقطت أجهزة رصد الزلازل عدداً من النشاطات الخفيفة على مدى السنوات الماضية، وهاهي تتجدد، ولكن بصورة مثيرة للانتباه". وقد عثر فريق علمي على نتوء شرقي مدينة أوريجون التي تعتبر مصيفاً مميزاً للكثير من الأمريكيين، لما تتميز به من طبيعة باهرة. وقد حدث هذا النتوء بسبب رواسب بركانية تصعد إلى القشرة الأرضية ببطء شديد من عشرات السنين. وقد بلغت مساحة النتوء حوالي 260 كلم، حيث التقطت لها أكثر من صورة بواسطة الأقمار الصناعية، التي أكدت أن الأمر يهدد العالم والطقس للكرة الأرضية إذا ما ثار البركان.
يقول مايكل لويسكي عالم في الفيزياء الجيولوجية من مركز مراقبة الزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية بواشنطن " إن النتوء يكبر في كل عام بمعدل ( 1.4 إنش) في العام الواحد، كما كشفت دراسة أمريكية أصدرها المركز".
ويقع النتوء في منطقة سكنية بمساحة 3 أميال, حيث يقول لويسكي "إن النتوء تسببت فيه كتلة ضخمة من اللابة البركانية يصل امتدادها إلى 4.5 ميل تحت سطح الأرض. والسوائل البركانية ليست حارة جداً كما يقول العلماء، ولكنها تسخن كلما زاد الضغط والاندفاع إلى الأعلى".
ويقول خبراء في مركز متابعة الأرصاد الجوية في بورتلاند "إن هناك 3 نطاقات حيوية في المنطقة، واحد منها يضم 18 بركاناً، تعتبر الأنشط في أمريكا، كما أثبتت دراسة نشرت في الصحف الأمريكية قبل عام". إلا أن دراسة أخرى نشرت في العام 2002م أظهرت أن عدداً كبيراً من البراكين في أمريكا لم تثر بطريقة حيوية، وكان آخر تلك البراكين التي ثارت قبل 2000 عام باستثناء نطاق جزء هاواي الذي يعد جزءاً من الولايات المتحدة، ولكنه الأكثر نشاطاً بركانياً في العالم، نظراً لموقعه.
كان ذلك بالنسبة للبراكين الأكثر حيوية والتي تعتبر قاتلة ومدمرة, وهناك براكين أقل خطورة، ولكنها قاتلة مثل البركان الذي ثار في بورتلاند عام 1980 وبالتحديد في جبال هيلينز وقتل 57 شخصاً وغطى مساحة 230 ميل مربع من الغابات بالرماد والحمم البركانية.
كثير من العلماء شكك في أن تكون القضية التي تطرحها أمريكا على وسائل الإعلام العالمية ذات جانب دعائي أو من أجل أغراض مادية، فالأمر يحتاج إلى كثير من السنوات للتأكد من أن الأمر صحيح، وأن البركان في وضعية نشطة تحت سطح الأرض. ولكن علماء آخرين لا يرجحون هذا القول ومن ضمنهم لويسكي الذي قال "إن بورتلاند ونشاطها البركاني يتم رصده منذ 20 عاماً، وقد حدثت بعض الزلازل التي أحس بها البشر في تلك الولاية، ولا بد أن الأمر وشيك للغاية".
من جهتها, رجحت وكالة (ناسا) الفضائية في تقرير لها نشر على موقعها الالكتروني أن البراكين والزلازل وجهان لعملة واحدة، فما أن يحدث الزلزال حتى يتسنى للحمم البركانية أن تزاول نشاطها إذا كانت أصلاً في منطقة نشطة, وما يحدث في الكثير من البراكين يكون دائماً متعلقاً بالزلازل؛ لأن الزلزال البركاني يختلف عن غيره من الزلازل.