دلوع السوق
عضو نشط
- التسجيل
- 28 يناير 2010
- المشاركات
- 28
الأمير حسام يفصل إدارة الفرع السعودي عن الكويتي ويعلن تمسكه بسعد البراك
كتب - فاطمة الزهراء محمد ويوسف لازم وخالد فتحي
لم تكد شركة الاتصالات المتنقلة «زين» الكويتية تعلن على موقع البورصة الإلكتروني تقديم العضو المنتدب، ونائب رئيس مجلس الإدارة في الشركة الدكتور سعد البراك استقالته حتى خرج الأمير حسام بن سعود آل سعود، رئيس مجلس إدارة زين السعودية، ليتبنى البراك على الهواء مباشرة في قناة «العربية» ذات التمويل السعودي.
«إن البراك لم يستقل من منصبه كرئيس تنفيذي في زين السعودية، والشركة تحتاج إلى خدماته وخبراته، وهي متمسكة به»، بهذه الكلمات بدأ الأمير واثقا من استمرار البراك في الفرع السعودي، قائلا إنه هاتفه وأبلغه بذلك. وقال الأمير: «البراك ركَّز اهتمامه في الفترة الأخيرة على زين السعودية، ويرى أن لها مستقبلاً كبيراً».
وحدها السعودية أفصحت على لسان الأمير حتى مساء أمس، بينما لم تحسم إدارة زين مسألة الاستقالة حتى ساعة طباعة الصحيفة، وفضل المسؤولون المعنيون في الرد على الموضوع الاكتفاء بما صدر على إعلان البورصة وانتظار قرار الإدارة.
وبعيدا عن الدراما التي حصلت أمس وبورصة الشائعات التي فتحت على خلفية الاستقالة وأسبابها، وكثر على أثرها التأويل والنفخ في القضية، إلا أن التكتم من جهة «زين» ساعد على ارتفاع أسهم الشائعات، بينما فتحت السعودية مجالا للحديث عن فصل المسارين السعودي-الكويتي، خصوصا عندما نبّه الأمير مذيعة «العربية» الى قضية مهمة وغير معلنة على موقع البورصة السعودية الإلكتروني: «أريد أن أصحح لك أمرا مهما.. زين الكويت لا تملك سوى 25 في المئة من زين السعودية، أما الباقي، فهو مملوك للحكومة السعودية ومساهمين سعوديين».
الإفصاح الجديد
وعلى الموقع الذي يفترض إفصاح نسبة 5 في المئة وما فوق، لا توجد إفصاحات عن النسبة الغالبية التي تحدث عنها الأمير 75 في المئة، بل الملكيات كالتالي: المؤسسة العامة للتقاعد 5 في المئة، مصنع البلاستيك السعودي 6.8 في المئة، مؤسسة فادن للتجارة والمقاولات، إضافة إلى مساهمة شركة زين بـ25 في المئة.
المفترض في هذه الحسبة أن يكون سعد البراك ممثلا عن النسبة الأخيرة لشركة زين في الإدارة، غير أن الأمير يرى «أن مجلس إدارة زين السعودية عين أعضاءه بالتراضي، ولا نعتقد أن الدكتور البراك سيفقد عضويته في المجلس بسبب تقديمه استقالته في زين الكويتية»، وهو ما فتح بابا للتساؤل: «إذا ترك البراك إدارة المجموعة وتخلى عن مركزها الرئيسي (الكويت)، فهل سيقبل المُلاك الكويتيون أن يكتفي البراك بالقيادة السعودية على طريقة زين الكويتية التي صنع لها التوسع العالمي، وماذا يضمن لهؤلاء الملاك أن يتم استحواذ السعوديين على الشركة طالما يملكون الأغلبية فيها».
ويجيب مصدر مقرب من الإدارة التنفيذية في زين السعودية، أبلغ «أوان» عبر الهاتف أن «الشركة لن تتخلى عن سعد البراك، وما سمعناه أن المُلاك هناك تخلوا عنه لن يحدث في الرياض». هل تعلم إذا كان هناك سعي للفصل بين إدارتي زين الكويت والسعودية؟ يرد: «لا معلومة واضحة، لكن هذا غير مستبعد.. حتى لا أستبعد تغيير العلامة التجارية».
من يدفع للبنوك؟
ومع أن الموضوع أخذ بُعدا خارج الأراضي الكويتية، وبعيدا عن الملاك هنا والمُلاك هنا، ثمة أطراف ثالثة معنية بالموضوع، إذ إن أي انقسام يحدث في الشركتين يقتضي بحثه من ناحية القروض المأخوذة من المجموعة الأم لتمويل الفرع السعودي، وهذا يعني أن هناك بنوكا مرتبطا مصيرها بمصير ما يجري، خصوصا عند العلم أن هناك تمويلات من بنوك كويتية للمجموعة أو لملاكها على أساس ضمانات أسهم زين، وحتى الصفقة المليارية لبيع 46 في المئة من الشركة التي كان كونسيرتيوم هندي-ماليزي ينوي شراءها من مجموعة الخرافي ومستثمرين آخرين ارتبطت بضمانات وقروض من بنوك محلية.
وكان تردد قبل أسبوعين أن مجموعة «زين» تسعى للحصول على قرض بـ600 مليون دولار لتمويل توسعات في الفرع السعودي، قبل أيام من نفي «زين» خبرا عن تعثرها في تسديد أقساط ودفعات مستحقة لبنوك أقرضتها بنظام المرابحة، ثم تبين أن ما حدث هو حصولها على إعفاءات من البنوك الممولة لاتفاقية عقد المرابحة المشترك، وذلك في جانب التعهدات الخاصة بالخطط التشغيلية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2009، حسب ما ذكرت «زين» في بيان لها.
وكان تقرير أخير لمركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية تناول تحليلا لقروض شركات الخدمات المدرجة في البورصة الكويتية، حسب بياناتها المالية عن النصف الأول 2009، وبلغ مجموع قروضها 4.3 مليارات دينار، شكلت نصفها تقريبا قروض زين بـ 2.1 مليار دينار، نصف إجمالي قروض قطاع الخدمات.
تاريخ النشر : 2010-02-04
أين يذهب البراك؟
فتحت بورصة تساؤلات حول اتجاهات الدكتور سعد البراك العضو المنتدب لشركة الاتصالات المتنقلة (زين) بعد تقديم استقالته رسميا أمس. وكان من الطبيعي أن ينطلق مزاد أكبر حول اسباب الاستقالة، لطبيعة البراك نفسه ومنصبه الذي يقود أكبر شركة مُدرجة في البورصة الكويتية، واحدى اكبر شركات الاتصالات في العالم.
وأبلغت مصادر مقربة من المجموعة ان «هناك تغيرات جذرية في سياسة زين فكرا وفلسفة، ولم يتفق البراك مع الملّاك حول هذه المُستجدات، ففضل الاستقالة». ومع أن السعوديين تمسكوا مباشرة بالبراك، وقال رئيس زين السعودية الامير حسام بن سعود آل سعود إن البراك مستمر كرئيس تنفيذي هناك، الا أن مصادر منافسة في قطاع الاتصالات المتنقلة داخل الكويت استبعدت «بقاء البراك كرئيس تنفيذي في السعودية»، من واقع قراءتها لشخصية البراك ولطبيعة منصبه المهم في مجموعة ضخمة، وبرأيها فإن ترك منصب كبير لادارة فرع صغير «أمر غير واقعي».
عنيد.. ساخر.. في عالم جميل
بقلم : سناء الغصيني -
في اللقاء الأخير مع الملتقى الإعلامي في ديوانية الزميل ماضي الخميس قال سعد البراك «أنا عنيد جداً» مقفلاً الباب حول عروض قد يكون تلقاها إذا نجحت الصفقة الهندية الماليزية المزعومة لبيع 46 % من الشركة، واستجدت تغييرات إدارية.
ولعل قول البراك يومها «إذا خرجت من زين فقد أتفرغ للتدريس في الجامعة.. أو أتقاعد وأجلس في المنزل»، لم يقنع كثيرين فهو ليس مجرد دكتور مهندس في الكهرباء وتقنية المعلومات يتقن فن السخرية اللاذع، بل استحق لقب عقل «زين» وصانع مجد أكبر شركة اتصالات محلية من حيث القيمة السوقية، والساعية لتصبح في عداد أكبر عشر شركات عالمية في مهلة أقصاها العام المقبل، في إطار خطة المجموعة الإستراتيجية.
لمسات البراك كانت واضحة لدى توليه قيادة أول شركة محمول كويتية قبل 8 سنوات. فقد استطاع في عام واحد من توليه قيادتها تغيير لونها وطعمها وحجمها وتحويلها إلى «عالم جميل»، وتحت شعار «شمس واحدة.. شبكة واحدة» جعلها تحلق «فوق السحاب»، وتتوغل في أدغال القارة السمراء، ونجح في استخراج الذهب ومنح الأفارقة المنسيين وسيلة اتصال وتواصل، ولم يكتف فاقتحم العراق على ظهر الدبابات الأميركية منافسا باسم «زين» وقائلاً في دفاعه عن توسعاته الاستثمارية «حيثما يكون الخطر تكون الفرصة»، و«من يصنع تاريخا يصنع مالاً بصورة أعظم».
حلم العالمية دافع عنه البراك بشراسة وفي وقفة تاريخية عقب انتقال الشركة إلى مركزها الجديد في المنامة لتستكمل عولمتها التي توفرها قوانين البحرين، قالها سعد «أهلاً بالمعارك»، رادا على منتقديه لتخليه عن الأساس الكويتي للشركة. الرجل العربي المتأثر بالقومية صاغها في مشروعه التوسعي في الشرق الأوسط قاطعا الأردن باتجاه لبنان وفلسطين، وعينه اليوم على سورية خالقاً مفهوماً جديداً في «قومية» الاتصالات.
إستراتيجية سعد البراك الديناميكي أخرجت زين من شركة لديها 600 ألف عميل في الكويت إلى مجموعة تتألف من 24 شركة وتتعدى 65 مليون عميل عبر الكويت والشرق الأوسط وأفريقيا. البراك رغم كل إنجازاته يفضل بعد زين التقاعد أو التدريس رغم أنه اعترف في ديوانية الإعلام أنه في حال طلبت منه زين البقاء فسوف يبقى.
يبدو أن الحجم «غير العادي» لزين أصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية البراك «غير العادي»، المدرك جيداً للعبة البزنس وإدارة الثروة. وليس بالمصادفة جاء اختياره كأقوى شخصية عربية وفق الآرابيان بزنس وأغنى اغنياء العالم بتقدير فوربس، وبالتالي ليس غريباً أن يصل التماهي بين سعد وزين إلى إنتاج شخصية بنفوذ عالمي «تستقبلنا المحافل الدولية استقبال رؤساء الدول»، كما يقول الدينامو نفسه.
الفراغ الذي سيتركه البراك في زين يقول متابعون في السوق إنه وقتي على الرغم من أثره القوي، فالشركة التي نفت خبر تعثر ذراعها السعودية مؤخراً حمّلها رئيس الشال جاسم السعدون مسؤولية التذبذب البورصوي في الكويت، وطالبها بضرورة حسم صفقتها، واليوم قد تمضي «زين» من دون البراك.
زين التي كانت في الفترة الماضية منجما لراصدي الشائعات ومشعلي الأسواق والمضاربين أفقدها نبأ استقالة البراك بعض الوهج في الأسواق أمس، فعلى الرغم من رصد تراجعها 20 فلساً في السوق أمس، إلا أن التساؤل عن دوافع البراك للترجل وإعلانه الرحيل كان غالباً، وفي ظل التمسك السعودي به رئيساً تنفيذياً وعدم اتضاح معالم الاجتماع الإداري للشركة، رداً على الاستقالة، لم يمنع البعض من الاستنتاج على طريقتهم بحسم البيع في صفقة زين، بينما ذهب البعض إلى أن ملهم زين قدم استقالته في توقيت تكتيكي عقب إقرار خطة التنمية، ليصبح ملهماً تنموياً لأول خطة اقتصادية هيكلية تقود الكويت إلى حلم المركز المالي، ويربط هؤلاء بين ما قدمه البراك لصورة الكويت الخارجية من خلال إنجازاته الكونية مع زين وعصارة 20 عاما من الخبرة في أسواق المنطقة. وفي ظل تقدير البعض لخروج سعد البراك إلى السعودية أو قطر، يبدو أن الخاسر الأكبر إن صدق ذلك تبقى الكويت.
كتب - فاطمة الزهراء محمد ويوسف لازم وخالد فتحي
لم تكد شركة الاتصالات المتنقلة «زين» الكويتية تعلن على موقع البورصة الإلكتروني تقديم العضو المنتدب، ونائب رئيس مجلس الإدارة في الشركة الدكتور سعد البراك استقالته حتى خرج الأمير حسام بن سعود آل سعود، رئيس مجلس إدارة زين السعودية، ليتبنى البراك على الهواء مباشرة في قناة «العربية» ذات التمويل السعودي.
«إن البراك لم يستقل من منصبه كرئيس تنفيذي في زين السعودية، والشركة تحتاج إلى خدماته وخبراته، وهي متمسكة به»، بهذه الكلمات بدأ الأمير واثقا من استمرار البراك في الفرع السعودي، قائلا إنه هاتفه وأبلغه بذلك. وقال الأمير: «البراك ركَّز اهتمامه في الفترة الأخيرة على زين السعودية، ويرى أن لها مستقبلاً كبيراً».
وحدها السعودية أفصحت على لسان الأمير حتى مساء أمس، بينما لم تحسم إدارة زين مسألة الاستقالة حتى ساعة طباعة الصحيفة، وفضل المسؤولون المعنيون في الرد على الموضوع الاكتفاء بما صدر على إعلان البورصة وانتظار قرار الإدارة.
وبعيدا عن الدراما التي حصلت أمس وبورصة الشائعات التي فتحت على خلفية الاستقالة وأسبابها، وكثر على أثرها التأويل والنفخ في القضية، إلا أن التكتم من جهة «زين» ساعد على ارتفاع أسهم الشائعات، بينما فتحت السعودية مجالا للحديث عن فصل المسارين السعودي-الكويتي، خصوصا عندما نبّه الأمير مذيعة «العربية» الى قضية مهمة وغير معلنة على موقع البورصة السعودية الإلكتروني: «أريد أن أصحح لك أمرا مهما.. زين الكويت لا تملك سوى 25 في المئة من زين السعودية، أما الباقي، فهو مملوك للحكومة السعودية ومساهمين سعوديين».
الإفصاح الجديد
وعلى الموقع الذي يفترض إفصاح نسبة 5 في المئة وما فوق، لا توجد إفصاحات عن النسبة الغالبية التي تحدث عنها الأمير 75 في المئة، بل الملكيات كالتالي: المؤسسة العامة للتقاعد 5 في المئة، مصنع البلاستيك السعودي 6.8 في المئة، مؤسسة فادن للتجارة والمقاولات، إضافة إلى مساهمة شركة زين بـ25 في المئة.
المفترض في هذه الحسبة أن يكون سعد البراك ممثلا عن النسبة الأخيرة لشركة زين في الإدارة، غير أن الأمير يرى «أن مجلس إدارة زين السعودية عين أعضاءه بالتراضي، ولا نعتقد أن الدكتور البراك سيفقد عضويته في المجلس بسبب تقديمه استقالته في زين الكويتية»، وهو ما فتح بابا للتساؤل: «إذا ترك البراك إدارة المجموعة وتخلى عن مركزها الرئيسي (الكويت)، فهل سيقبل المُلاك الكويتيون أن يكتفي البراك بالقيادة السعودية على طريقة زين الكويتية التي صنع لها التوسع العالمي، وماذا يضمن لهؤلاء الملاك أن يتم استحواذ السعوديين على الشركة طالما يملكون الأغلبية فيها».
ويجيب مصدر مقرب من الإدارة التنفيذية في زين السعودية، أبلغ «أوان» عبر الهاتف أن «الشركة لن تتخلى عن سعد البراك، وما سمعناه أن المُلاك هناك تخلوا عنه لن يحدث في الرياض». هل تعلم إذا كان هناك سعي للفصل بين إدارتي زين الكويت والسعودية؟ يرد: «لا معلومة واضحة، لكن هذا غير مستبعد.. حتى لا أستبعد تغيير العلامة التجارية».
من يدفع للبنوك؟
ومع أن الموضوع أخذ بُعدا خارج الأراضي الكويتية، وبعيدا عن الملاك هنا والمُلاك هنا، ثمة أطراف ثالثة معنية بالموضوع، إذ إن أي انقسام يحدث في الشركتين يقتضي بحثه من ناحية القروض المأخوذة من المجموعة الأم لتمويل الفرع السعودي، وهذا يعني أن هناك بنوكا مرتبطا مصيرها بمصير ما يجري، خصوصا عند العلم أن هناك تمويلات من بنوك كويتية للمجموعة أو لملاكها على أساس ضمانات أسهم زين، وحتى الصفقة المليارية لبيع 46 في المئة من الشركة التي كان كونسيرتيوم هندي-ماليزي ينوي شراءها من مجموعة الخرافي ومستثمرين آخرين ارتبطت بضمانات وقروض من بنوك محلية.
وكان تردد قبل أسبوعين أن مجموعة «زين» تسعى للحصول على قرض بـ600 مليون دولار لتمويل توسعات في الفرع السعودي، قبل أيام من نفي «زين» خبرا عن تعثرها في تسديد أقساط ودفعات مستحقة لبنوك أقرضتها بنظام المرابحة، ثم تبين أن ما حدث هو حصولها على إعفاءات من البنوك الممولة لاتفاقية عقد المرابحة المشترك، وذلك في جانب التعهدات الخاصة بالخطط التشغيلية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2009، حسب ما ذكرت «زين» في بيان لها.
وكان تقرير أخير لمركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية تناول تحليلا لقروض شركات الخدمات المدرجة في البورصة الكويتية، حسب بياناتها المالية عن النصف الأول 2009، وبلغ مجموع قروضها 4.3 مليارات دينار، شكلت نصفها تقريبا قروض زين بـ 2.1 مليار دينار، نصف إجمالي قروض قطاع الخدمات.
تاريخ النشر : 2010-02-04
أين يذهب البراك؟
فتحت بورصة تساؤلات حول اتجاهات الدكتور سعد البراك العضو المنتدب لشركة الاتصالات المتنقلة (زين) بعد تقديم استقالته رسميا أمس. وكان من الطبيعي أن ينطلق مزاد أكبر حول اسباب الاستقالة، لطبيعة البراك نفسه ومنصبه الذي يقود أكبر شركة مُدرجة في البورصة الكويتية، واحدى اكبر شركات الاتصالات في العالم.
وأبلغت مصادر مقربة من المجموعة ان «هناك تغيرات جذرية في سياسة زين فكرا وفلسفة، ولم يتفق البراك مع الملّاك حول هذه المُستجدات، ففضل الاستقالة». ومع أن السعوديين تمسكوا مباشرة بالبراك، وقال رئيس زين السعودية الامير حسام بن سعود آل سعود إن البراك مستمر كرئيس تنفيذي هناك، الا أن مصادر منافسة في قطاع الاتصالات المتنقلة داخل الكويت استبعدت «بقاء البراك كرئيس تنفيذي في السعودية»، من واقع قراءتها لشخصية البراك ولطبيعة منصبه المهم في مجموعة ضخمة، وبرأيها فإن ترك منصب كبير لادارة فرع صغير «أمر غير واقعي».
عنيد.. ساخر.. في عالم جميل
بقلم : سناء الغصيني -
في اللقاء الأخير مع الملتقى الإعلامي في ديوانية الزميل ماضي الخميس قال سعد البراك «أنا عنيد جداً» مقفلاً الباب حول عروض قد يكون تلقاها إذا نجحت الصفقة الهندية الماليزية المزعومة لبيع 46 % من الشركة، واستجدت تغييرات إدارية.
ولعل قول البراك يومها «إذا خرجت من زين فقد أتفرغ للتدريس في الجامعة.. أو أتقاعد وأجلس في المنزل»، لم يقنع كثيرين فهو ليس مجرد دكتور مهندس في الكهرباء وتقنية المعلومات يتقن فن السخرية اللاذع، بل استحق لقب عقل «زين» وصانع مجد أكبر شركة اتصالات محلية من حيث القيمة السوقية، والساعية لتصبح في عداد أكبر عشر شركات عالمية في مهلة أقصاها العام المقبل، في إطار خطة المجموعة الإستراتيجية.
لمسات البراك كانت واضحة لدى توليه قيادة أول شركة محمول كويتية قبل 8 سنوات. فقد استطاع في عام واحد من توليه قيادتها تغيير لونها وطعمها وحجمها وتحويلها إلى «عالم جميل»، وتحت شعار «شمس واحدة.. شبكة واحدة» جعلها تحلق «فوق السحاب»، وتتوغل في أدغال القارة السمراء، ونجح في استخراج الذهب ومنح الأفارقة المنسيين وسيلة اتصال وتواصل، ولم يكتف فاقتحم العراق على ظهر الدبابات الأميركية منافسا باسم «زين» وقائلاً في دفاعه عن توسعاته الاستثمارية «حيثما يكون الخطر تكون الفرصة»، و«من يصنع تاريخا يصنع مالاً بصورة أعظم».
حلم العالمية دافع عنه البراك بشراسة وفي وقفة تاريخية عقب انتقال الشركة إلى مركزها الجديد في المنامة لتستكمل عولمتها التي توفرها قوانين البحرين، قالها سعد «أهلاً بالمعارك»، رادا على منتقديه لتخليه عن الأساس الكويتي للشركة. الرجل العربي المتأثر بالقومية صاغها في مشروعه التوسعي في الشرق الأوسط قاطعا الأردن باتجاه لبنان وفلسطين، وعينه اليوم على سورية خالقاً مفهوماً جديداً في «قومية» الاتصالات.
إستراتيجية سعد البراك الديناميكي أخرجت زين من شركة لديها 600 ألف عميل في الكويت إلى مجموعة تتألف من 24 شركة وتتعدى 65 مليون عميل عبر الكويت والشرق الأوسط وأفريقيا. البراك رغم كل إنجازاته يفضل بعد زين التقاعد أو التدريس رغم أنه اعترف في ديوانية الإعلام أنه في حال طلبت منه زين البقاء فسوف يبقى.
يبدو أن الحجم «غير العادي» لزين أصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية البراك «غير العادي»، المدرك جيداً للعبة البزنس وإدارة الثروة. وليس بالمصادفة جاء اختياره كأقوى شخصية عربية وفق الآرابيان بزنس وأغنى اغنياء العالم بتقدير فوربس، وبالتالي ليس غريباً أن يصل التماهي بين سعد وزين إلى إنتاج شخصية بنفوذ عالمي «تستقبلنا المحافل الدولية استقبال رؤساء الدول»، كما يقول الدينامو نفسه.
الفراغ الذي سيتركه البراك في زين يقول متابعون في السوق إنه وقتي على الرغم من أثره القوي، فالشركة التي نفت خبر تعثر ذراعها السعودية مؤخراً حمّلها رئيس الشال جاسم السعدون مسؤولية التذبذب البورصوي في الكويت، وطالبها بضرورة حسم صفقتها، واليوم قد تمضي «زين» من دون البراك.
زين التي كانت في الفترة الماضية منجما لراصدي الشائعات ومشعلي الأسواق والمضاربين أفقدها نبأ استقالة البراك بعض الوهج في الأسواق أمس، فعلى الرغم من رصد تراجعها 20 فلساً في السوق أمس، إلا أن التساؤل عن دوافع البراك للترجل وإعلانه الرحيل كان غالباً، وفي ظل التمسك السعودي به رئيساً تنفيذياً وعدم اتضاح معالم الاجتماع الإداري للشركة، رداً على الاستقالة، لم يمنع البعض من الاستنتاج على طريقتهم بحسم البيع في صفقة زين، بينما ذهب البعض إلى أن ملهم زين قدم استقالته في توقيت تكتيكي عقب إقرار خطة التنمية، ليصبح ملهماً تنموياً لأول خطة اقتصادية هيكلية تقود الكويت إلى حلم المركز المالي، ويربط هؤلاء بين ما قدمه البراك لصورة الكويت الخارجية من خلال إنجازاته الكونية مع زين وعصارة 20 عاما من الخبرة في أسواق المنطقة. وفي ظل تقدير البعض لخروج سعد البراك إلى السعودية أو قطر، يبدو أن الخاسر الأكبر إن صدق ذلك تبقى الكويت.