وعاظ «غير رسميين» يقتحمون جلسات رواد المقاهي في الرياض ويطفئون أجهزة التلفزيون
يحذرون من «الفتن» ويدعون إلى الذهاب للقتال في العراق
الرياض: منيف الصفوقي
أثار أحد الوعاظ (لا يحمل صفة رسمية) استياء العديد من مرتادي المقاهي الشبابية الكائنة شرق الرياض، وذلك عندما اقتحم ومجموعة من مرافقيه تلك المقاهي وبادروا الى قطع التيار الكهربائي عن أجهزة التلفاز، ومن ثم إلقاء كلمة وعظية بين الحضور.
وأرجع بعض الرواد أسباب استيائهم لانتهاك هؤلاء الوعاظ خصوصية الحاضرين من دون استئذان، كونهم أتوا إلى المقهى وقاموا بإطفاء أجهزة التلفزيون وطلبوا من الحاضرين الإنصات إلى ما يقولونه، في حين أن رواد المقهى أتوا بإرادتهم وذلك بغرض الاستمتاع بوقتهم حسب رغبتهم طالما أنهم لم يخالفوا عرفا ولم ينتهكوا أنظمة مرعية في البلاد.
إلى جانب ذلك طالب البعض بأن يمنع الوُعاظ من الدخول إلى هذه المقاهي في حال رغبتهم إلقاء خطب على الحاضرين، أو أن يعلن عن ذلك مسبقاً. وأشاروا إلى أن وجودهم في هذه الأماكن يسبب الإزعاج، خاصة أن بعضهم يطرح أمورا وقضايا تخالف النهج الرسمي للدولة. وفي السياق ذاته، أكد مدير أحد المقاهي لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء الوعاظ لا يحملون أي صفة رسمية، وأنه غير قادر على صدهم. ويعلق المدير بقوله انه لو كانت هناك حاجة لمثل هذه الأعمال فالأفضل أن تحظى بتنظيم رسمي من إحدى الجهات الحكومية، بدلا من أن تترك لمزاجية بعض الأشخاص.
وأضاف المدير أنّ عطل نهاية الأسبوع تشهد نشاطاً مكثفا من قبل هؤلاء الوعاظ الذين يدخلون في مشادات أحياناً مع الحضور الذين يرفضون الاستماع إليهم.
ويلفت مدير المقهى إلى أن هناك شكاوى كثيرة تقدمت بها إدارات المقاهي إلى الجهات المختصة "لكن لحد الآن لم يلمسوا أي إجراء اتخذ ضدهم". وأضاف إن مُلاك المقهى خلصوا إلى قناعة مفادها أن الأفضل هو السماح لهم بالدخول وقول ما يريدون ومن ثم الانصراف.
وبين المسؤول عن المقهى أن معظم ما يردده هؤلاء الوعاظ يتمحور حول القضية العراقية والشأن العربي الآخر، ومن أقوالهم «انتم تدخنون وتقترفون الإثم والمسلمون يقتلون في العراق وفلسطين وأفغانستان»، كذلك «أننا لن ننتصر في حروبنا طالما أن شبابنا يجلس في المقاهي ويفعل المعاصي (يقصد سماع الأغاني والتدخين) ويتخلف عن نصرة إخوانه المنكوبين في الأرض». واشار إلى أن هناك من الوُعاظ من يدعو علانية إلى القتال في العراق وأفغانستان، أو توزيع بعض الأشرطة السمعية الدالة على ذلك على الشباب الجالسين في المقاهي، مخالفين بذلك ما ينادي به العلماء المعتبرون. من جهته، أوضح أحد المتفرغين للوعظ في المقاهي وخارجها ـ رفض الكشف عن هويته ـ أن ما يفعله وزملاؤه يعد تطوعا منهم، "بعدما كثرت الفتن من حول المسلمين"، مشددا على أن النهي عن الذهاب إلى أماكن «الفسق» ـ بحسب وصفه ـ يعد مطلبا شرعيا، "وذلك لإنقاذ الشباب وإرجاعهم إلى طريق الصواب وذلك من أجل التفكر في الحال التي وصلت إليها الأمة الإسلامية من تفرق وضياع". واعترف بأنهم لا يحصلون على إذن من جهة رسمية للقيام بحملاتهم تلك. من جهته أوضح الدكتور عبد الله شياف، أستاذ علم الاجتماع، أن المقاهي في الرياض ومختلف المدن السعودية تعد من أبرز مراكز الترفيه التي يقصدها الشباب، حيث أن اغلب المتنفسات الأخرى غائبة. وزاد الخبير «أنّ إغلاق المقاهي عند الساعات المبكرة من الليل يؤدي إلى تسرب مجموعات من العاطلين إلى الشوارع، مما قد يؤدي إلى وقوع جرائم كون أنه ليس هناك مكان يؤويهم، إذا اخذ في الاعتبار ان العاطلين لا يرتاحون في منازلهم بسبب أنهم محل انتقاد مستمر من الأهل". وحول دخول عدد من الوعاظ إلى المقاهي وإلقاء الكلمات هناك أوضح الشياف، أن علم الاجتماع فيه نظريات ترى أن الأشخاص الذين لا يرغبون في التعرض إلى شيء معين لن يقبلوه إذا ما فرض عليهم، كون المسألة تخضع للحاجات والاشباعات، وهذا ما يجب الانتباه إليه، لكنه لفت إلى أن من حق الوعاظ وعظ الناس وإرشادهم إلى الخير، مع الأخذ في الاعتبار احترام خصوصية الأشخاص في رغبتهم بالاستماع من عدمه، واختيار الوقت الذي يناسبهم.
يحذرون من «الفتن» ويدعون إلى الذهاب للقتال في العراق
الرياض: منيف الصفوقي
أثار أحد الوعاظ (لا يحمل صفة رسمية) استياء العديد من مرتادي المقاهي الشبابية الكائنة شرق الرياض، وذلك عندما اقتحم ومجموعة من مرافقيه تلك المقاهي وبادروا الى قطع التيار الكهربائي عن أجهزة التلفاز، ومن ثم إلقاء كلمة وعظية بين الحضور.
وأرجع بعض الرواد أسباب استيائهم لانتهاك هؤلاء الوعاظ خصوصية الحاضرين من دون استئذان، كونهم أتوا إلى المقهى وقاموا بإطفاء أجهزة التلفزيون وطلبوا من الحاضرين الإنصات إلى ما يقولونه، في حين أن رواد المقهى أتوا بإرادتهم وذلك بغرض الاستمتاع بوقتهم حسب رغبتهم طالما أنهم لم يخالفوا عرفا ولم ينتهكوا أنظمة مرعية في البلاد.
إلى جانب ذلك طالب البعض بأن يمنع الوُعاظ من الدخول إلى هذه المقاهي في حال رغبتهم إلقاء خطب على الحاضرين، أو أن يعلن عن ذلك مسبقاً. وأشاروا إلى أن وجودهم في هذه الأماكن يسبب الإزعاج، خاصة أن بعضهم يطرح أمورا وقضايا تخالف النهج الرسمي للدولة. وفي السياق ذاته، أكد مدير أحد المقاهي لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء الوعاظ لا يحملون أي صفة رسمية، وأنه غير قادر على صدهم. ويعلق المدير بقوله انه لو كانت هناك حاجة لمثل هذه الأعمال فالأفضل أن تحظى بتنظيم رسمي من إحدى الجهات الحكومية، بدلا من أن تترك لمزاجية بعض الأشخاص.
وأضاف المدير أنّ عطل نهاية الأسبوع تشهد نشاطاً مكثفا من قبل هؤلاء الوعاظ الذين يدخلون في مشادات أحياناً مع الحضور الذين يرفضون الاستماع إليهم.
ويلفت مدير المقهى إلى أن هناك شكاوى كثيرة تقدمت بها إدارات المقاهي إلى الجهات المختصة "لكن لحد الآن لم يلمسوا أي إجراء اتخذ ضدهم". وأضاف إن مُلاك المقهى خلصوا إلى قناعة مفادها أن الأفضل هو السماح لهم بالدخول وقول ما يريدون ومن ثم الانصراف.
وبين المسؤول عن المقهى أن معظم ما يردده هؤلاء الوعاظ يتمحور حول القضية العراقية والشأن العربي الآخر، ومن أقوالهم «انتم تدخنون وتقترفون الإثم والمسلمون يقتلون في العراق وفلسطين وأفغانستان»، كذلك «أننا لن ننتصر في حروبنا طالما أن شبابنا يجلس في المقاهي ويفعل المعاصي (يقصد سماع الأغاني والتدخين) ويتخلف عن نصرة إخوانه المنكوبين في الأرض». واشار إلى أن هناك من الوُعاظ من يدعو علانية إلى القتال في العراق وأفغانستان، أو توزيع بعض الأشرطة السمعية الدالة على ذلك على الشباب الجالسين في المقاهي، مخالفين بذلك ما ينادي به العلماء المعتبرون. من جهته، أوضح أحد المتفرغين للوعظ في المقاهي وخارجها ـ رفض الكشف عن هويته ـ أن ما يفعله وزملاؤه يعد تطوعا منهم، "بعدما كثرت الفتن من حول المسلمين"، مشددا على أن النهي عن الذهاب إلى أماكن «الفسق» ـ بحسب وصفه ـ يعد مطلبا شرعيا، "وذلك لإنقاذ الشباب وإرجاعهم إلى طريق الصواب وذلك من أجل التفكر في الحال التي وصلت إليها الأمة الإسلامية من تفرق وضياع". واعترف بأنهم لا يحصلون على إذن من جهة رسمية للقيام بحملاتهم تلك. من جهته أوضح الدكتور عبد الله شياف، أستاذ علم الاجتماع، أن المقاهي في الرياض ومختلف المدن السعودية تعد من أبرز مراكز الترفيه التي يقصدها الشباب، حيث أن اغلب المتنفسات الأخرى غائبة. وزاد الخبير «أنّ إغلاق المقاهي عند الساعات المبكرة من الليل يؤدي إلى تسرب مجموعات من العاطلين إلى الشوارع، مما قد يؤدي إلى وقوع جرائم كون أنه ليس هناك مكان يؤويهم، إذا اخذ في الاعتبار ان العاطلين لا يرتاحون في منازلهم بسبب أنهم محل انتقاد مستمر من الأهل". وحول دخول عدد من الوعاظ إلى المقاهي وإلقاء الكلمات هناك أوضح الشياف، أن علم الاجتماع فيه نظريات ترى أن الأشخاص الذين لا يرغبون في التعرض إلى شيء معين لن يقبلوه إذا ما فرض عليهم، كون المسألة تخضع للحاجات والاشباعات، وهذا ما يجب الانتباه إليه، لكنه لفت إلى أن من حق الوعاظ وعظ الناس وإرشادهم إلى الخير، مع الأخذ في الاعتبار احترام خصوصية الأشخاص في رغبتهم بالاستماع من عدمه، واختيار الوقت الذي يناسبهم.