بطاقة تعريفية
قحطة ... مواطن كويتي يعيش على ضفاف الخليج الهادىء سابقا والهادر حاليا !! احتار العلماء واحتارت المعاجم في اسمه ... ماذا يعني ( قحطة ) .. وليش قحطة ؟!!
ذهب مؤلف كتاب (تاج المعارف في فهم الحقيقي والزائف ) للكاتب الكبير محمد بن شيخ الشيوخ الى ان قحطة تنسب الى ( القحط ) وهي امتناع الماء عن الارض وتحول الاخيرة الى صحراء قاحلة وتطلق عادة على الانسان الاصلع الذي تتجرد فروة رأسه من الشعر !!! وهذا التفسير هو الاقرب الى واقع صاحبنا قحطة الذي سنروي قصته الآن ..
وهناك تفسير آخر بعيد نسبيا عن الواقع وهو غارق في بحر القواقع ، هذا التفسير منسوب الى علامة الفرس المستعربة الكاتب الكبير / طالب بن غلوم الباججي ( نسبة الى اكلة الباجة المحببة للقلوب والبطون ) في كتابه الشهير ( الاكس اكس في معرفة أعطال البككس ) يقول بان قحطة تنسب الى ( شجرة تخرج في الشام ) !!! انتهى كلامه .
قحطة يا سادة هذا شخص في عنفوان الشباب ... قوي العزيمة حاد الطباع وسريع البديهة وذكي ولماح جدا .. فيه من الصفات الجيدة الكثير الكثير الا انه حرم من نعمة الجمال .. فهو غير وسيم ولونه ضارب الى السمرة ، ولو وصفنا رأسه بشيء من التفصيل فاننا نقول باختصار!! بأن في وسط الرأس هناك دوار كبير ومتسع الى الاطراف يخلو من الشعر تماما كأنه ( كوجاك ) .. بينما تتوزع على الاطراف الخلفية كثبان شعيرية خفيفة تنزل الى اعلى الرقبة بسماكة لا تزيد على 5 سنتيمترات ، تلف كامل الرأس ( يعني داير مداير ) بيد ان الشعر يتوقف عند مقدمة الرأس ثم في المقدمة هناك جزيرة دائرية بقطر لا يتجاوز 4 سنتيمترات من الشعر .. في شكل هندسي رائع وجميل لا تملك حين تنظر اليه الا ان تصلي على النبي وتتحمد الخالق الذي صورك في احسن صورة !!!
قحطة ...لم ينل من العلم شيئا كبيرا حيث انه لم يدرس كثيرا عند الملا ( مرشد ) رحمه الله ولا عند الملا ( بلال ) رحمه الله انما تحصل على شيء من التعليم الابتدائي من قرآن وعربية ومبادىء الحساب على يد الملا الكبير ( محمود كريمي ) رحمه الله تعالى في منطقة ( الشرق ) الكويتية ...
ثم ان قحطة لما بلغ مبلغ الشباب يعني في عمر السادسة عشرة لم يذهب الى الغوص مثل زملائه واقرانه لان ابويه خافا عليه كثيرا ففضلا ان يكمل مشوار آبائه وأجداده في تصليح الاحذية وصنعها ....... يعني الاسكافي ..... نستطيع القول الآن بان قحطة الاسكافي ... وكان كل يوم يدلف الى محل ابيه ليصلح النعل ... وبالامارة كانت له اخت لا تقل قبحا عنه وتكنى ( بأم سعد ) حيث اننا لا نعلم على وجه الدقة ماهو اسمها وكانت متزوجة من رجل لا يقل قبحا من الاثنين بل زاد عليهما بالقبح قبحا حتى صار القبح قبحا مضاعفا وهو النوخذة ( بن عاقول ) .. وتلك قصة اخرى سنعود ربما اليها لاحقا عند هذه النافذة المطلة على التاريخ ...!!!
قحطة كان يعاني من مرض الوحدة .. والشعور بالانعزال عن المجتمع وهذا المرض دائما ما يصيب ( المثقفين والعلماء ) !! ولا ادرى لماذا اصاب هذا المرض صاحبنا!!! فكان يحدث نفسه دائما وينقم على وضعه ووضع اسرته البائس !!! وكان يحلم بان يتزوج الانسانة التي يرسمها في مخيلته .... أمرأة رشيقة وجميلة وذات عينين واسعتين .. وكان دائما يفضلها ان لا تكون كويتية !!! لماذا ؟ لا أعلم ... ممكن من الخليج من العراق من الشام من مصر او حتى من ايران .. لكن كويتية ...... كلا والف كلا ...
وصل عمر قحطة وهو على هذا الحال الى سن الاربعين ... وهو يعمل ويعمل وحده في المحل بعد ان فارق اباه الحياة بسبب عضة ( جرجور ) في عرض البحر وهو قادم من الهند في ( بوم ) بن دعيج ... حيث ان الجرجور عض فخذ اباه .. وحين نزل الى اليابسة الكويتية لفظ انفاسه الاخيرة وهو بعيد عن قحطة ... وهو الامر الذي أحز في خاطر قحطة الى عمر متأخرة كيف ان اباه يموت بعيدا عنه ...
أمه المسكينة ماتت وهي تصارع النيران في مطبخها وهي تعد الطعام لقحطة حيث أبت النيران الا ان تضيف احزانا على احزان قحطة وهو يرى أمه تلفظ انفاسها امامه مستنجده به وهو لا يستطيع مساعدتها ... كم يشعر الانسان بالضعف والخيبة وهو يرى احبابه يتساقطون امامه ولا يستطيع الحراك او انقاذهم مما هم فيه .... ومن خلال التطور النفسي والدرامي لهذه القصة الواقعية سوف يتبين لكم كم كان هذه الاحداث الدراماتيكية مؤثرة على حياة صاحبنا قحطة وهو يضع رجله على سلم الحياة .
سأكمل لاحقا ... كيف تعارف الحبيبان قحطة ونبوية شبشب ... وكيف صنعت قصة بل ملحمة حب هي الاروع في منطقة الخليج ..