فضل
عضو مميز
يروى احدهم ما حصل له ..،
في البدء كان عطرها ..
اتعجب يوميا وانا اشم هذا العطر المفعم كلما مررت بباب شقتها
لم يمض سوي اسبوع علي سكنها بالبنايه ...
في طريقي لشقتي التي تعلو شقتها يستوقفني نفس العبير كل يوم ..
لم يكن عطرا عاديا ..
بل عطرا انثويا آخاذ ..
يستوقفك ...
يعابثك ..
يهدهد مشاعرك ..
يستثيرك ..
فكرت أن اري صاحبة هذا العطر ..
تراجعت ..
احسست ان الفكره صبيانيه
اكتفيت بالوقوف لحظه كلما مررت بباب شقتها ..
استولت علي تفكيري ..
تخيلتها من خلال عطرها ..
شابه في العشرينات .. ناهده .. ذات حسن .. بل هي أجمل الجميلات ..
تشع دفء .. تنبض حيويه .. عايشتها بقلبي وعقلي ..
عقدت العزم علي رؤيتها .. الحديث معها
ماذا سأقول لها .. لا أدري ..
ربما فقط سأبدي لها اعجابي بذوقها في أختيار العطر
او ربما فقط القي التحيه
مكثت شهرا أحاول تغير مواعيد عودتي ، لم اصادفها
مررت بشقتها في كل وقت .. عاودت الصعود والنزول مرات
بقي الباب موصدا ..
سئمت الأنتظار ..
زاد شوقي ولهفتي لرؤيتها
اصبحت شغلي الشاغل
مرت اسابيع .. تملكني الشوق أكثر .. تعجبت من حالي ..
كيف أستولت علي تفكيري بعطرها .. انني حتى لم اراها ..
حاولت صرف تفكيري .. تشاغلت بعملي .. لم تفلح حيلتي ..
ظللت علي عادتي .. أتوقف برهه كلما قاربت بابها .. اتلفت يمينا ويسارا
ثم اواصل الصعود الي شقتي ..
عند عودتي اليوم لمحت عجوزا تجرجر قدميها صاعده الدرج
اقتربت منها واسندتها بيداي .. تبسمت شاكره .. نفس العطر ..
لابد وانها جدتها .. واصلت الصعود معها بخطواتها البطيئه ..
ألجمني الفرح لقد حانت ساعة اللقاء .. طار قلبي فرحا ..
تراقصت ضلوعي .. وصلنا باب الشقه .. أخرجت المفتاح بصعوبه ..
دعتني للدخول .. لم أتردد ..
ارتميت بجسدي المنتفض فرحا علي احد الكراسي .. أستأذنت منى لدقائق
ما عدت اطيق الأنتظار .. ربما ذهبت لتخبرها بوجودي ..
عادت بخطواتها البطيئه .. بيدها كأس من العصير .. ناولتني أياه ..
حاول لساني النطق .. السؤال .. منعني الخجل ...
قالت في هدوء اظنك جارنا .. أومئت برأسي .. أردفت لقد رأيتك مره عند
انتقالي لهذه الشقه.. كما تري انا عيش وحيده بعد وفاة زوجي .. لم نرزق
بأولاد و .....
لم أسمع أي كلمه بعدها ..
أذهلتني المفاجأه ... إذن فهذه هي فتاة أحلامي .. أمرآة العطر ..
نهضت واقفا .. إتجهت صوب الباب .. علت الدهشه وجهها ..
تلعثمت في خجل وهي تقول : هل ضايقتك يا ولدي ؟
هل قلت ما يغضبك ؟
لم ألتفت ..
إنطلقت خارجا ..
ساخرا من نفسي ..
تركتها لتساؤلاتها ودهشتها !
< الانف يعشق قبل العين احيانا >