قابلّيات الناس تتفاوت، كعقولهم .. وأمانيهم، وغاياتهم،

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy


صيرورة العقل البشري، التطوّر. وهذا التطوّر يتفاوت من شخصٍ إلى آخر.
أمامك جبل، وتريد تسلّقه مع جماعة من النّاس .. تارة أحدهم يتوقف في أسفله، ويقرر أنه اكتفى من رؤية الجبل وعلّوه، تارة أخرى احدهم يصل إلى ارتفاع بسيط وينقطع نفسه فيقرر الاكتفاء، و آخرون يصلون إلى القمم العاليّة.

.
الحياة كالجبل، وعقولنا تتمثل فينا، من يتوقف عقله أسفل الجبل، ويثبت في مكانه، نسمّيه مجنونًا!
لقد توقف عقله عند مرحلة ما، ورفض أن يكمل المسير.
وهناك من يتوقف في قمة الجبل، فيسميه الناس عبقريًا! من الملفت أن كلمة عبقري آتية من وادي عبقر المشهور بكونه واديًا للجن، والجنّ اسمه مما جنّ أي استتر عن النظر .. فهل العباقرة بهذه القلّة حتى نشبههم بالجن الذين لا نراهم ؟

.
قابلّيات الناس تتفاوت، كعقولهم .. وأمانيهم، وغاياتهم، وأحلامهم كلها تابعة لهذا التفاوت .. الآن عندما أقف وأرى الكثير من أصدقائي، وأحلامهم، وغيرهم، أزداد اقتناعًا بهذه القاعدة..
.

أُناس يولدون ومهمتهم أن يكونوا كادحين، أن يعيشوا ليعملوا ويتزوجوا ثم ينتهي دورهم في الحياة، وتبقى كل السنوات التي يعيشونها بعد ذلك هي مجرد عمل مستمر للابقاء على الحال كما هو .. بينما هناك من يعيش لأجل هدف أسمى قليلاً، لأن يحدث تغييرًا، لأن يجعل حياة الآخرين أفضـل بفضل حياته، وهناك من يعيش لأجل أن يثبت سطوته، أو يمارس دور الكومبارس على هامش الحياة ..وغيرهم الكثير ممن يعيش حياته حتى يصل إلى مرحلة يعتبر نفسه حاز الكفاية، لتبقى الأيام بعدها جرد حفاظ على ما وصل إليه أو تحسين طفيف ضمن دائرته، على كل حال، كلهم بحاجة لأن يتعلموا، و بحاجة لأن يجعلوا معرفتهم باتساع إمّا لكون ذلك يساعدهم على الوصول إلى هدفهم، أو يجعلهم يحافظون عليه، أو يوفر لهم مجال لتعديل وتحسين وضعهم في "المكان" الذي اختاروه ليمضوا بقية حياتهم فيه.
.
كلهم يبحث عن العلم، و عن المعرفة، وفي سبيلهم يكتسبون خبرات عديدة.. الاستماع لمن مرّوا بتجارب الحياة يعطينا معارف تغنينا عن المرور بالكثير من التجارب المريرة، لقد تعلمت منهم كثيرا[1]، وهذا بعض ما تعلمته:

.
- حين تعجز عن الإجابة، تأكد أن ذلك لسببين:
إما لانك تكلمت بما ليس لك فيه علم، أو أن الطرف المقابل لك ليس عنده علم!


- عدم الاعتراف بالفشل، هو عين الفشل!


- لا تتحدث عن أحلامك أمام أحد، لأنك إن فشلت بتحقيقها سيستهزؤون بك، وإن نجحت فيها سيحسدونك!


- ليس كل تفكير ناتجًا عن العقل، تأكد من ذلك، لأن العقل خيّر، وأحيانا كثيرة يكون الفكر باحثًا عن الشر .. هذا النوع من التفكير ينتج من الرغبة، والشهوة، والنفس.. فالعقل منزه عنه!


- الأسهل من "إدعاء" المبدأ، هو الإعتراف بعدم وجوده!


- كون الفرد يحمل هيئة البشر، لا يعني أنّه إنسان، الإنسانية هي المبادئ والقوى الروحية فيه، فإذا أهملها فإنه بذلك يتنازل عن هذه الانسانية ويكتفي بكونه مجرد كادح لاشباع رغبات متناهية! مثله مثل باقي المخلوقات.


- هناك أشخاص يعتبرون بهائم[2] بأفعالهم، وهناك أشخاص يعتبرون بهائم بأفكارهم!


- الذي يكون معظم كلامه "شـعـارات"، فمعظم أفكاره "هـــراء" !


- الحب هو أن تحب نفسك لغيرك، بمعنى أن تجعل طاقة الحب فيك لمصلحتك ومصلحة الآخرين


- أن تحب يعني أن تكره، هذا الذي يقول أنه "يحب فقط" .. إما أنه كاذب أو أنه لم يتوصل لمعنى الحب حتى الآن!


- عدم الثبوت لا يعني أبدًا ثبوت العدم .. فتأمّل!


- قبل أن تفكر بطعام الغد، اهضم طعام اليوم.


- السيارة والبيت والكمبيوتر وغيرها من الأجهزة و الأدوات تُبلى، وتتغير، وتتجدد .. ولكن هل سمعت يومًا أن الامانة تُبلى؟ أو أن الصدق يتغيّر؟[3]


- عقلك .. إذا لم يكن له منهج يؤطره، فإن أعظم استفادة منه تكمن في قدرته على التذكر فقط!


- الامتحانات المدرسية امتحان أول ثم امتحان ثانٍ ثم الامتحان النهائي و عليه الدرجة الاكبر .. هكذا هي الدنيا والآخرة .. هناك من يخشى الامتحان الاكبر لأنه (زفّـت) بما سبقه لذلك يحاول وضع تصورات أن هذا الامتحان لا فائدة منه و أن الشهادة بكبرها ماله حاجة فيها[4]، بعضهم يقاتل على أمل في الحصول على درجة نهائية تجبر ما قبلها، و بعضهم يوفق في كل الامتحانات و يحصل على العلامة النهائية.


- حين تريد الدخول لسوق أو جمعية ترى هناك بابان، الأول للخروج، والثاني للدخول .. يمكنك أن تدخل من باب الخروج وستصبح بالداخل كما لو أنك دخلت من باب الدخول، ولكنك لا تفعل هذا! وإذا فعلت هذا بطريق الخطأ، فإن نيتك الصافية لا يمكنها أن تبرر هذا الخطأ.. ليس "عملك" أو "نيتك " المهمين، المهم هو أن تترجم النية لفعل .. يحدث بطريقة صحيحة، ولغاية سليمة.. أما إذا كان الأمر عندك سيان: فعفوًا هذه الكلمات ليست لك!


- لا يمكن تحويل القاتل إلى فاضل من خلال المجتمع وحده! .. لذا لا ترمي أخطائك على كاهل الأسرة والمجتمع


- الهزيمة هي أن تفقد ذاتك، والانتصار هو أن تستردها.


- من أجمل الحكم هو ما ورد في الرواية أنه مما أوحى الله عز و جل لعيسى على نبينا و آله و عليه السلام : لا تغرنك اللحى، فإن التيس له لحية .

إحدى مصاديقها أن الكلمات يمكن أن تكون مرصوصة و موزونة و الأسلوب منظم و جميل و فيه حلاوة لكن يظل صاحبه بالنهاية مجرد إنسان مملوء بالنقائص من رأسه لاخمص قدميه، فلا تغرنكم الكلمات، إذا لم تترجم لأفعال.


- حين تجامل الآخرين، فهذا يعني أنك تدني جزءًا من نفسك، ليصعد فوقه هؤلاء


- قبل أن تطلب العلم في الكتب، اطلبه في نفسك

- الفلسفة والمنطق وأصول الاستدلال كلها وسائل للوصول إلى "العلم".. وليست غايات "العلم"

- هل العسل بكمية الورود التي يقف عليها النحل؟ أم هو بكمية ما يستخلصه النحل ولو من وردة واحدة؟

هكذا هي المعرفة والثقافة .. ليست بكمية الكتب التي تقرأها، إنما بكمية "المعالجة" التي تمارسها على ما تقرأ .. في عقلك


- حتى لا تخجل من الآخرين، حاول أن تعرف نفسك[5]، إن أكبر إحراج يقع فيه المرء حين يدعي الانتساب لفكر ما، وهو لا يعرف أي أذنيه أطول فيه .. أو في الأفكار التي تعارضه!

- إذا لم تنسجم مع نفسك، فهذا يعني أنك عدو نفسك![6]


- بعض النّاس، ضررهم بالعلم أكثر من فائدتهم بالجهل [7] .


العلم أكثر من أن يُحاط به

فخذوا من كل علم أحسنه

الإمام علي عليه السلام .
 

فضل

عضو مميز
التسجيل
25 يوليو 2008
المشاركات
6,792
الإقامة
بين السماااء والارض
شكرا لك على الموضوع القيم​
 
أعلى