حكومتنا "طــز" !
لاحظت بعض الاستهجان من القراء على بعض مقالاتي الذي تعارض سياسة حكومتنا الرشيدة ، و بعد النقاش و أبراز العيوب الذي أراها في الحكومة ؛ وجدت البعض يتقبل وجهة نظري و البعض الأخر لا يتقبلها ؛ و يبرر موقفه بأن هذه الحكومة هي حكومة مؤلفة من أبناء الشعب الكويتي و أبناء الأسرة الحاكمة ، و هي ليست حكومة مؤلفة من أفراد غير كويتيين حتى نعارضها أو ننتقدها ! بصراحة استغرب من هذا التفسير ! عندما يكون أفراد الحكومة غير كويتيين ؛ فهذا معناه أننا في حالة غزوا أو احتلال ! و بالتأكيد أن جميع أبناء الشعب سوف يعارضها بل سوف يحاربها أيضاً ، لكن سؤالي لهم ؛ عندما تكون الحكومة مؤلفة من الكويتيين ؛ هل يمنعها ذلك من الخطأ ؟ هل يعفيها ذلك من الانتقاد و المحاسبة ؟ طبعاً لا و ألف لا ، فلماذا ينزعج البعض من انتقاد الحكومة ؟
رغم اختلافنا مع سياسة الحكومة إلا أننا نكن لها الاحترام ، و مهما يحدث منها من أخطاء ؛ فأننا ننتقدها رغبة منا في أن تصلح هذه الأخطاء ، و رغم تكرار الأخطاء لا نزال ننتقدها ؛ فأما أن تصلح حالها بنفسها أو نصبر عليها حتى يصلحها رب العباد ! و مهما حصل من اختلاف أو اتفاق بين السلطة الرابعة و السلطة التنفيذية ؛ فأن السلطة الرابعة لا تستغني عن دور و أداء السلطة التنفيذية ؛ لأنها ملح الحياة الصحفية و السياسية و حتى الاجتماعية ، قد يكون الملح في الطعام معتدلاً أحياناً ؛ و بقية الوقت زائداً أو ناقصاً مما يؤدي إلى ارتفاع أو هبوط ضغط الدم ! لكننا لا نستغني عنه نهائياً ، لذلك أقولها بصراحة حكومتنا "طــز" !
أخي القارئ قبل أن تتسرع بردة فعلك "ReAction" ، هل تعرف معني و أصل كلمة "طز" ؟ أن معني الكلمة هو ( ملح ) بالعربية و ( Salt ) بالانجليزية ، و أصل الكلمة هو تركي ( TUZ ) ، أيام الحكم العثماني الممتد في البلاد العربية ؛ كان هناك العديد من نقاط التفتيش من الحرس التركي بين القرى و البلاد الذي تخضع للحكم العثماني ؛ و عند مرور أي عربة كان يتم إخضاعها للتفتيش ، و عند مرور عربة محملة بالملح كان الحرس لا يفتشها لعدم وجود شيء مهم بها ؛ و عندما يرغب أحد الحرس بتفتيشها ينتقده بقية زملائه و يقولون له أنه مجرد ملح "Tuz" ، و هكذا أصبح الحرس عندما يشاهدون عربات الملح قادمة يقولون ( طز طز ) ؛ أي أنها عربات ملح أتركوها تعبر بدون تفتيش ! و من ذلك تناقل العرب كلمة "طز" على أنها ( شيء غير ذو أهمية ) !
لذلك أقول حكومتنا "طــز" لأن حكومتنا ملح حياتنا ، و أرجوا أن لا يفسرها أحد ما تفسير أخر !