يفضل مشاهدة مقطع الفيديو قبل قراءة الموضوع
http://www.herosh.com/download/1608050/Movie.wmv.html
أيام الطفولة ( الحبال )
هي أجملُ أيام العمر ، هي أحلى وأروع أيامهُ ولو دفعتَ القناطير المُقنطرة من الذهبِ والفضةِ فلن يعودَ إليك يوما واحدا منها ،،،
كانت الدنيا في أعيننا كلها فرح ومرح ولعب وشقاوة ، كانت الدنيا تلاعبنا ونلاعبها وكأنها مدينة ألعاب ( كبيرة )
... الناس من حولنا يحبوننا ونحبهم وملئهم البسمة والنسمة ، كان الناس وكأنهم خلقوا ليلعبوا معنا ونحن صغار وأطفال والدنيا في أعيينا كلها لعب في لعب ... .. ولا شيء في حياتنا بعد اللعب سوى النوم ..... أتذكر طفولتي عندما كانت أمي ( الرقراقة) تخلدني إلى النوم ( قهراً وجبراً ) كي أقلع عن اللعب وأتوقف وأرتاح من التعب ، أمي التي نذرت ووهبت نفسها لأطفالها , كانت تخشى على جسدي الصغير من الهلاك من كثر اللعب والتعب .... كانت نفسي تغمرها البهجة والسرور والأمل والآمال و و و شغف شديد ( عند الرقاد ) ... شغف على مستوى الطفولة .... متى يصير ( باجر ) ونعاود اللعب .
الآن وبعد هذا العمر العتيد ( البالغ أشُده ) والذي قد شارف الأربعين ، غدا فكري يسرح ويمرح , وفي ذهني سؤالاً , صباحاً ومساءً لنفسه يطرح ....
في قرارة نفسي أسمع ( همهمةً ) وأعلم يقيناً وجيداً أن لا جواب شافي ......
الناس تغيروا ؟ الزمان تغير؟ أم نحن الذين تغيرنا ؟
عندما كان الطير الجارح يقترب من شِراك فخنا ( الطفولي ) الذي نصبناه له , وبعد جهدٍ جهيدٍ في ايجاد وتوفير ( الطُعم ) والفريسة اللازمة لوضعه في الفخ ... ( صرصور ) محلي , مصدره منهل المنزل أو منزل الجيران ( حسب حالة المنهول ) ( طافح ) أو غير ( طافح ) ,,,
أو وضع فريسة وطعم من نوع الدودوة المعروفة لدى كبار هواة ( الحبال ) والصيد ( القبي ) أو ( الغبي ) حسب لهجة سكنة المنطقة ، ما أن يقترب الطير الجارح من الفخ ونحن الأطفال كنا ننتظر متخفين بعيداً عن الطير مسافة تقدر بعشرين متراً , حتى تتسارع نبضات قلوبنا ( الصغيرة ) آنذاك والتي لم تكن تحمل طياتها إلا كل خير وحب وود للآخرين , للناس , للدنيا , للبشر للعالمين أجمعين ، آنذاك قلوبنا الصغيرة كادت أن تنقلع من صدورنا بسبب قرب وقوع الطير الجارح في شباك فخنا ،،،
وما أن يقع الطير الجارح في الفخ فلا أبالغ لو وصفت الحال وحال الأطفال المسرورين وبعد الجهد والمعاناة من منهل إلى منهل ومن بيت إلى بيت
لا أبالغ لو قلت أن شعورنا آنذاك وكأن قيامتنا قد قامت من شدة الفرحة ......... وإلى هذا اليوم وما أن وقعت عيناي على مقطع الفيديو المرفق ومنظر الطير الجارح المصيود إلا وتقوم قيامتي ( الطفولية ) من شدة ألم الذكريات القديمة التي لن تعود أبداً ، فيا له من منظر رائع , لامع , جامع ومختزل لكل ( شريط العمر ) ... وطارح في نفس الوقت سؤاله الأزلي ؟؟؟
يا ترى صادتنا الدنيا وغرتنا بغرورها ،،،، أم صدناها نحن ؟؟؟؟
الناسجت
دمتم