فضل
عضو مميز
اديب سعودى مبدع
يحدثنا بروح مفعمه بالانسانيه
فيقول ..،
يحدثنا بروح مفعمه بالانسانيه
فيقول ..،
أجلس في لوبي أحد الفنادق
النادل البدين يتجول بين الزبائن برشاقه جذابه
يحمل صينيته وعليها أنواعا من الطلبات
ويتجه بين حين وآخر نحو زبون ينتظر طلبه في هذا المكان الجميل
لا يكتفي النادل بصف الطلب بأناقة على طاولة الزبون
بل يقدم له مع ابتسامة عذبة كلمتين أو ثلاث يرحب فيها بالزبون
لعله يحظى منه على جنيهات قليله تعينه على متطلبات الحياة
بالقرب من طاولتي رجل في منتصف الثلاثينيات
يتابع مثلي تحرك النادل السمين المبتسم
وعندما حان دوره ووقف النادل عند طاولته يصف كأس الشاي وقطع من
البسكويت ، تحرك الرجل في مكانه وقال له :
- بالمناسبه .. ما اسمك ؟
- نبيل يا باشا ..
- اسم جميل ..
- شكرا يا باشا ..
- ومراتك بدلعك ايه ؟
- بلبل ..
- بلبل ؟!!
- آه .. اسم الدلع لنبيل هو بلبل .. والباشا اسمه ايه ؟
- عبدالعزيز ..
- وعلى كده مراتك بدلعك ايه ؟ زيزو ؟
- لا ..
- أمال إيه ؟
- ( فكر قليلا ثم قال ) أبونا ..
- أبونا ؟
- أيوه أبونا وتقصد أني ابو الأطفال وأبوها كمان ..
غادر النادل السمين وهو يفكر فيما قاله الرجل الذي اعتراه شحوب مفزع
وكأنه عرف للتو حقيقة مؤلمه كان يعيشها
كأني أشعر ما في داخله من حزن عميق
لابد أنه أدرك أن مهمته في هذه الدنيا أن يكون أبا صلبا أمام الصعاب ..
صلدا أمام أمواجها العاتيه
كأنه خلق ليكون جنديا يحرس عائلته
وبنكا متحركا يصرف عليهم حتى لا يشعروا بالجوع
لكن الجانب الأخر من شخصيته مغيب تماما
لم يشعر به
لم يجد في نفسه الزوج المحب ، ولا القلب العاشق
ولا الروح التي تُحِب وتحب ( بكسر الحاء وفتحها ) !
لم يشعر أن له قلب يجب أن يغذى كي يعيش حياة نفسية مستقره
وأن له روحا رقيقه يجب أن تشحن بعبارات رقيقه
كي يواصل دوره في هذه الحياه
لابد أنه وجد نفسه شبحا ، بلا روح ، وخيال رجل ليس فيه حياه ..
ظل يراقب النادل السمين كي يكشف الفروق التي يملكها هذا البلبل ولا
يملكها هو ، وجعلته يحظى بعبارات الحب والدلال بينما هو لم يجد إلا صلفا
من الكلمات الجافه
بلبل وابونا .. مسافات من الصحاري القاحله ، وأميال من الكلام الرقيق
المعدوم ، وآلاف الأمتار من الحب اللفظي المفقود
جدب شديد تعيشه أرواحنا ، نفوسنا غدت كأشباح تسير بلا عاطفه
الحياء الزائد قتل متعة حياتنا ، والعادات وارتها الثرى ، بل ووضعت الطين
على قبورنا الموحشه
لاشك أن الحياة فيها الجد والبحث الصعب عن الرزق
لكن فيها الحب والود والكلام العذب ..
لن نفقد الأمل .. فنحن نستطيع أن نحول صحراءنا هذه إلى جنة خضراء
نستطيع أن نزرعها بكلمات الحب والدلال ..
نستطيع أن نحولها إلى دوحة غناء تغرد فيه طيور الحب والكلام العذب ..
لتتحول نفوسنا إلى نسمة رقيقه ذات رائحه عبقه ..
أقول نستطيع ..
كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشه :
” يا عائش ، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ” . متفق عليه
النادل البدين يتجول بين الزبائن برشاقه جذابه
يحمل صينيته وعليها أنواعا من الطلبات
ويتجه بين حين وآخر نحو زبون ينتظر طلبه في هذا المكان الجميل
لا يكتفي النادل بصف الطلب بأناقة على طاولة الزبون
بل يقدم له مع ابتسامة عذبة كلمتين أو ثلاث يرحب فيها بالزبون
لعله يحظى منه على جنيهات قليله تعينه على متطلبات الحياة
بالقرب من طاولتي رجل في منتصف الثلاثينيات
يتابع مثلي تحرك النادل السمين المبتسم
وعندما حان دوره ووقف النادل عند طاولته يصف كأس الشاي وقطع من
البسكويت ، تحرك الرجل في مكانه وقال له :
- بالمناسبه .. ما اسمك ؟
- نبيل يا باشا ..
- اسم جميل ..
- شكرا يا باشا ..
- ومراتك بدلعك ايه ؟
- بلبل ..
- بلبل ؟!!
- آه .. اسم الدلع لنبيل هو بلبل .. والباشا اسمه ايه ؟
- عبدالعزيز ..
- وعلى كده مراتك بدلعك ايه ؟ زيزو ؟
- لا ..
- أمال إيه ؟
- ( فكر قليلا ثم قال ) أبونا ..
- أبونا ؟
- أيوه أبونا وتقصد أني ابو الأطفال وأبوها كمان ..
غادر النادل السمين وهو يفكر فيما قاله الرجل الذي اعتراه شحوب مفزع
وكأنه عرف للتو حقيقة مؤلمه كان يعيشها
كأني أشعر ما في داخله من حزن عميق
لابد أنه أدرك أن مهمته في هذه الدنيا أن يكون أبا صلبا أمام الصعاب ..
صلدا أمام أمواجها العاتيه
كأنه خلق ليكون جنديا يحرس عائلته
وبنكا متحركا يصرف عليهم حتى لا يشعروا بالجوع
لكن الجانب الأخر من شخصيته مغيب تماما
لم يشعر به
لم يجد في نفسه الزوج المحب ، ولا القلب العاشق
ولا الروح التي تُحِب وتحب ( بكسر الحاء وفتحها ) !
لم يشعر أن له قلب يجب أن يغذى كي يعيش حياة نفسية مستقره
وأن له روحا رقيقه يجب أن تشحن بعبارات رقيقه
كي يواصل دوره في هذه الحياه
لابد أنه وجد نفسه شبحا ، بلا روح ، وخيال رجل ليس فيه حياه ..
ظل يراقب النادل السمين كي يكشف الفروق التي يملكها هذا البلبل ولا
يملكها هو ، وجعلته يحظى بعبارات الحب والدلال بينما هو لم يجد إلا صلفا
من الكلمات الجافه
بلبل وابونا .. مسافات من الصحاري القاحله ، وأميال من الكلام الرقيق
المعدوم ، وآلاف الأمتار من الحب اللفظي المفقود
جدب شديد تعيشه أرواحنا ، نفوسنا غدت كأشباح تسير بلا عاطفه
الحياء الزائد قتل متعة حياتنا ، والعادات وارتها الثرى ، بل ووضعت الطين
على قبورنا الموحشه
لاشك أن الحياة فيها الجد والبحث الصعب عن الرزق
لكن فيها الحب والود والكلام العذب ..
لن نفقد الأمل .. فنحن نستطيع أن نحول صحراءنا هذه إلى جنة خضراء
نستطيع أن نزرعها بكلمات الحب والدلال ..
نستطيع أن نحولها إلى دوحة غناء تغرد فيه طيور الحب والكلام العذب ..
لتتحول نفوسنا إلى نسمة رقيقه ذات رائحه عبقه ..
أقول نستطيع ..
كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشه :
” يا عائش ، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ” . متفق عليه