جاسم البحــــــر يـــفـــــرد أجنحتــــه فـي أوروبــــا وآســـــيا وأفـــــريــــقــــيــــــــا
الكويت - الاقتصاد والاعمال
باتت مجموعة جاسم البحر التي تضم عدداً من الشركات الاستثمارية والعقارية والسياحية من المجموعات التي يُسمع صدى توسعاتها في المنطقة والعالم بقوة. فمن الكويت إلى البرتغال مروراً بدبي والبحرين والسعودية ولبنان وصولاً إلى جنوب أفريقيا وموريشيوس...
ماذا يقول جاسم البحر عن شبكته العنكبوتية الاستثمارية؟ الجواب لديه يحمل بساطة الرجل مقابل تعقيدات عالم المال والأعمال المعاصر: "إن مواجهة عصر العولمة لن تتحقق إلا من خلال رؤية العالم مسرحاً للمبادرة والتحالفات لخلق القيمة المضافة العالية". ويضيف: " إننا نؤمن بالتحالفات لتحقيق أهدافنا, ونحن لذلك أقمنا علاقات استثمارية خارجية مدروسة بنظرة ثاقبة إلى مستقبل مجموعتنا والأهداف المرجوة من توسعاتها". واختار البحر كما يقول الفعل وليس رد الفعل للتعامل مع مفاهيم العولمة وتطبيقاتها, فقد "كنا من السبّاقين في طرح أفكار الدمج بين الشركات الاستثمارية والعقارية والمصرفية باعتبار أن هذا الأسلوب هو الأمثل للاستمرارية في ظل المتغيرات المتلاحقة".
تحالفات ستراتيجية
وقبل الذهاب بعيداً في فحص مضامين النجاحات التي حققها جاسم البحر, لا بدّ من الإشارة إلى أن مجموعته التي تضم حلفاء ستراتيجيين تملك استثمارات سياحية ضخمة في البرتغال (لاغارف) ولها هناك تحالف مع أكبر بنك برتغالي, كما تعدّ من أكبر المستثمرين العرب في دبي ومشاريعها السياحية والعقارية العملاقة لا سيما في مشروع النخلة وجزر العالم حيث تقدر استثمارات مجموعة البحر في الإمارة بنحو مليار دولار حالياً, وفي لبنان هناك شركة تمويل ومساهمة في فندق فورسيزنز, وفي البحرين مساهمة كبيرة في بنك استثماري (بنك اداكس). ولم يغفل جاسم البحر الآفاق التي فتحها التغيير في العراق, إذ أسس شركة العراق والخليج القابضة لتكون الرأس المدبر لاستثمارات مختلفة في العراق وفرصه التي تبلورت فعلاً, إلا أن الظروف الأمنية عكّرت صفو انطلاقتها إلى حين. ولا يمكن تجاهل التحالف القائم بين شركة الاستشارات المالية الدولية (ايفا) وهي أكبر شركات مجموعة البحر وبين مجموعة المملكة للاستثمارات الفندقية التي يرأسها الأمير الوليد بن طلال, وأبرز معالم هذا التحالف تملك مجموعة المملكة 5 في المئة(ايفا) والمشاركة معاً في عدد من الاستثمارات الفندقية في دبي.
وفي أفريقيا, تحالفت (ايفا) مع أكبر مجموعة عقارية في جنوب أفريقيا وهي شركة مورلاند للتطوير العائدة إلى مجموعة "تونغات هيوليت" فضلاً عن قيام (ايفا) بالاستثمار في منطقة زمبالي (جنوب أفريقيا) في منتجعات سياحية بأرقى المواصفات العالمية على أساس المناصفة بينها وبين مورلاند. كما وقعت (ايفا) تحالفاً ستراتيجياً مع أكبر شركة فندقية في جنوب أفريقيا هي شركة "صن إنترناشيونال" ويغطي الإتفاق الاستثماري المشترك أفريقيا والشرق الأوسط والمحيط الهندي. وللمجموعة استثمارات سياحية في رنجيار وهي بصدد التوسع في موريشيوس حالياً.
ولاظهار مدى نجاح كل تلك التحالفات, فقد ارتفعت أرباح (ايفا) في النصف الأول من العام 2004 مقارنة بالنصف الأول من العام 2003 بما نسبته 456 في المئة لتبلغ نحو 100 مليون دولار, وتقدر أرباحها المتوقعة لكامل العام 2004 بأكثر من 200 مليون دولار.
التوسع الجغرافي
ويقول جاسم البحر (أبو طلال) كما يحب أن ينادى: "إن هذه الأرباح المميّزة هي ثمار تنفيذ الستراتيجية التي وضعها مجلس الإدارة لتنويع الاستثمارات قطاعياً وجغرافياً مع التركيز على الأماكن السياحية النامية بشدة مثل دبي وجنوب أفريقيا وبعض دول المحيط الهندي. وقام فريق من الإدارة العليا مؤخراً بزيارات تفقّدية واستطلاعية إلى أماكن أخرى في جنوب أفريقيا وجزيرة موريشيوس امتداداً لهذه السياسة الاستثمارية.
والمجموعة في سعي دائم وحثيث لإيجاد فرص جديدة تقتنصها مستفيدة من الخبرات التي اكتسبتها في مجال المنتجعات والاستثمارات السياحية الضخمة.
وتبلغ قيمة أصول (ايفا) أكبر شركات مجموعة البحر نحو 660 مليون دولار (بزيادة 132 في المئة عما كانت عليه في النصف الأول من العام 2003) أما حقوق المساهمين فقد شهدت قفزة بنسبة 135 في المئة لتبلغ 245 مليون دولار.
إن هذه النسب الهائلة في النمو تدل على ما ستكون عليه مجموعة جاسم البحر في السنوات القليلة المقبلة, إذ أن التوقعات تشير إلى أن مجتمع المال والأعمال العربي سيرى "امبراطورية" استثمارية جديدة ترجع صدى توسّعاتها أسواق المال في الكويت والمنطقة والعالم على نحو قل نظيره.