فضل
عضو مميز
اديب مصرى يروى لنا هذه القصه
يقول فيها ..،
يقول فيها ..،
كان إبراهيم يكتب القصة القصيرة فى المجلات والصحف منذ سنوات
وكان يصور حياة الفقراء والبؤساء ، والذين قست عليهم الحياة وشردهم
المجتمع ، أبلغ تصوير
كان يكتب بكثرة ويعمل ليل نهار
ومع ذلك لم يجد لما يكتبه صدى ولا أثرا فى نفس أحد من القراء
كانت كتاباته تذهب مع الريح
لم يتحدث عنه ناقد ، ولم تكتب عنه صحيفة
ولم تصله رسالة من انسان تشجعه على مواصلة جهوده . . ! !
ومع هذا ، فإن إبراهيم لم ينقطع عن الكتابة والنشر
ذلك أنه كان يجد سلوته الوحيدة
وناصره ومشجعه على المضى فى طريقه .. من جارته الحسناء !
وكانت أرمله فى الثلاثين من عمرها ، غضة الأهاب ، ريانة العود
ذات عينين سوداوين ناعستين وأنف دقيق وخد مورد وبشرة ناصعة البياض
كان يراها من شرفته تقلب بيدها المجلات المصورة التى كان يكتب فيها
وكان يراها وهى تقلب المجلة ، وتبتسم تلك الابتسامة الفاتنة
ويتصور أنها تقرأ قصته ، وتبتسم لفكاهاته ثم يراها مرة أخرى حزينة واجمة
فيتصور أنها تأثرت من إحـدى قصصه المحزنة !
كان يرى كلامه مطبوعا على جبينها
وكان يفسر كل حركة تصدر منها بأنها إيحاء من قصصه !
وكان يتصور أنها تتبع حركاته وسكناته ، فترقبه وهو خارج من المنـزل
وتستقبله وهو عائد إلى بيته من وراء زجاج النافذة
ولهذا كان يميد من الزهو ويشعر بارتياح شديد ونشاط لاحد له
وكان يكتب .. ويكتب .. غير عابىء بما يحيط به من انكار وجحود
كان يكفيه أن هذه السيدة الجميلة تقرأ له وتعجب به
كان يكفيه هذا ، وكان يكتب لها وحدها
وكان يشعر بها تغمر جوانب نفسه بنور قوى
كانت تدفعه إلى العمل والجهاد وإن لم يتحدث إليها قط
كان يكتفى منها بهذه الابتسامة المشرقة من بعيد
ومضت الأيام وهو يواصل عمله بنشاط
وصورة جارته الحسناء لاتبرح مخيلته أبدا
وفى ليلة من الليالى كان جالسا فى مكتبه يكتب كعادته
فسمع جرس الباب الخارجى يدق ، فنهض وتوجه إلى الباب
فألفى خادم جارته الحسناء فسر لهذا جدا ، واستقبل الخادم مرحبا !
وقال له الخادم :
ـ تسمح بقلم حبر ...
وطار من الفرح ، فقد حسب أن السيدة تطلب القلم لتكتب له رسالة
تشجيع !
وأسرع إلى مكتبه ، وعاد بالقلم ، وقبل أن يعطيه للخادم ، سأله فى لهفة :
ـ لمن .. لسيدتك ؟
ـ لا .. لسيدى الصغير .. ستى لاتعرف القراءة ! !
وسقط القلم من يد القصصى النابغ من هول الصدمة
ولم يكتب بعدها حرفا .. !
< الالهام يدفع المرء الى الاستمرار >