فضل
عضو مميز
سعودى يدرس فى مصر
يروى لنا قصته ..
يروى لنا قصته ..
اجلس وحيدا في هذا المقهى
ساقتني قدماي للجلوس فيه بعد أن تركت المحاضره الأخيره هذا المساء
وجدت نفسي بحاجه إلى منحها قليلا من الحريه
أشعر ببعض الاختناق ..
شعور بالوحدة يقتلني ..
مع أني وصلت إلى هنا منذ شهور إلا إنني لم أستطع أن أكوِّن صداقات تذكر
حيائي الشديد له دور في ذلك
كنت أريد أن يبادر أحدهم إليَّ ويطلب صداقتي
لكن الناس تهرب من الذي يجلس وحيدا تعتقد أنه مريض نفسيا
أرفع رأسي باستحياء نحو أحدهم وهو يتكلم مع فتاته
بينما كان ثلاثة شباب يضحكون بشده
في حين جلس اثنان في زاويه يلعبان طاوله
عندما أقبل النادل يسألني عن طلبي كان متجهما لم يبتسم مثلما كان
يبتسم للآخرين ، كما لم يعرض علي شيئا إضافيا كما فعل مع البقيه
أحضر القهوه بسرعه وكأنه يريدني أن أخرج بذات السرعه
هكذا أحسست وهو يضعه أمامي
هذه المشاعر تراودني كثيرا
قرأت ذات مرة أن الوحده تعطي هذا الشعور السيئ
تجاهلته وأفرغت كيس السكر في الفنجان
وشرعت أحركه فبدأت خطوط القهوه في الدوران حول نفسها
سرحت أنظر إليها
كانت تشبه حياتي التي تدور حول شيء واحد
هو الوحدة ولا شيء غيرها
عانيت في حياتي كثيرا ، فقدت حنان أبي عندما كنت في التاسعه من
عمري ، ولم يكن لي نصيب من دلال أمي فقد كنت في وسط سلسله
مكونة من خمسه أخوة وأخوات
توأم من الذكور قبلي وأختان بعدي
وجدت نفسي أعيش وألهو وحيدا
بعدما كبرت قليلا انشغلت أمي بأمراضها الكثيره ، وأصبحت طريحة الفراش
في أغلب أيامها ، فيما حبست نفسي في غرفتي ، أمكث فيها طويلا أجد
فيها سلوتي وسعادتي ، لم يكن أحد يكترث بي
أخواي الكبيران ينطلقان معا بينما أختاي الصغيرتان لهما عالمهما الخاص
هكذا أنا ضعت بين توأم وأختين
كنت متميزا في دراستي ، بقائي في غرفتي جعلني أقبل على دروسي
أو لعله البحث عن ذات مفقوده
عندما أنهيت الثانويه قررت الدراسه في الخارج
استطعت الحصول على قبول في إحدى جامعات القاهره ، فحملت أمتعتي
وطرت أبحث عن حياة جديده ، لعلي أعود بروح أخرى وشخصية أقوى
لكني لم أستطع التخلص من كل عيوبي ، ومازلت أشعر بوحدة تصيبني
بكآبه شديده
عدت من هواجسي لم أنتبه إلى تلك الفتاة
التي تجلس وحيده في زاويه من المقهى
رمقتها بنظره سريعه ثم عدت إلى قهوتي
أحسست بها تنظر إلي
كنت بحاجه إلى جرأه أكثر لأنظر إليها
شحنت نفسي وتشجعت فرفعت رأسي
بمجرد أن نظرت إليها حتى أحنت رأسها
بدأنا نلعب لعبه صغيره
كل منا ينظر إلى الآخر وقبل أن تقع العينان ننزل رؤوسنا
حتى تلاقينا بالأعين .. لنجد أنفسنا نبتسم دون وعي
احتجنا إلى وقت طويل قبل أن تنهض من مكانها وتجلس أمامي
شعرت بحرج شديد
بحه شديده في صوتي وأطرافي ترتعش وقلبي يخفق
همست لي بصوت ضعيف :
- ما اسمك ؟
- وحيد ..
- من أين ؟
- من السعودية ..
- وماذا تفعل في القاهرة ؟
- أدرس في إحدى جامعاتها ..
ذهب القليل من الخوف ، وبدأت أستعيد ثقتي ، تمسكت بها وكأني أتمسك
بخيط حياة في هذا المدينه الكبيره ، لا أريد أن أقضي سنواتي هنا وحيدا ..
تسمرت عيناي في وجهها
ارتسمت على شفتيها ابتسامه صغيره ثم قالت :
- لماذا تنظر إلي هكذا ؟
قلت : لأنك تشبهين أختي ..
لمعت عيناها ثم قالت : هل أختك جميله ؟
نظرت إلى الفراغ الذي بجانبي وقلت : نعم ..
عادت تبتسم مرة أخرى ..
سألتني عن طبيعة دراستي وعن زمن مجيئي إلى هنا
أحسست بصداقتها ، وأن هناك شيء يربطني بها
طال جلوسنا كنت لا أريد أن أتركها
حتى هي أحسست أن لديها ذات الشعور
جلسنا صامتين لثوانٍ قبل أن تسألني عن مكان سكني
وعندما أخبرتها ردت سريعا :
- شقتك بعيده عن هنا ..
صمتت قليلا لتقول : سنتاول طعام العشاء معا .. أجيد طهو أكله ستروقك ..
نهضت معلنا عن موافقتي .. قمت بدفع قيمة مشروباتنا وخرجنا ..
سرنا نحو منزلها وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل ..
وجدت بيننا تطابقا في كثير من الصفات
حكت لي كيف جاءت من مدينتها الصغيره لتدرس هنا
كانت مثل الغريبه هنا
لكنها كانت تنظر إلى الدراسه وكأنها جسر عبور إلى حياة أفضل
لم أشعر بالمسافه الطويله التي سرناها
حتى وصلنا إلى حي شعبي متراص البيوت ، كانت عماراته متشابهه
سرت وأنا مطأطئ الرأس أفكر في كلامها وطريقة تعبيرها عن الأشياء
صعدنا العماره ونحن نتحدث حتى وصلنا إلى شقتها في السطح
فتحت القفل الذي يحكم إغلاق الباب الحديدي الأخضر
انفرج الباب عن شقه مرتبه بعنايه
صاله كبيره بها مطبخ صغير في الوسط ومقاعد جلوس على اليسار
لمحت دورة مياه على اليمين وغرفه مغلقه لعلها غرفه نومها
جلست أنظر إليها وهي تتحدث بسعاده وفى نفس الوقت تقطع الخضار
كانت تتكلم وأنا أشعر أني وجدت نفسي في هذا اليوم والتقيت بمن
يسليني ويبدد وحشتي ، فكرت أن أطلب منها أن نلتقي كل يوم بعد
الجامعه أو في نهاية كل أسبوع ، سأبذل كل قصارى جهدي كي أسعدها
التفتت إلي فوجدتني أحملق فيها ، ابتسمت وقالت : ما رأيك فيما أقوم
بالطهي تحضر لنا مشروبا باردا نتناوله مع هذه الوجبه اللذيذه
انطلقت سريعا ، وخرجت من العماره بحثا عن بقاله قريبه ، لكني سرت
مسافه طويله وعبر ممرات كثيره قبل أن أجدها
اشتريت المشروب البارد وقفلت راجعا وكلي شوق إليها
سرت مسافه قصيره ثم وقفت حائرا من أي طريق جئت
وأي ممر كنت أسير عليه فقد تشابهت الممرات والعمارات أمام عيني
رغبت في الصراخ باسمها لكني اكتشفت أني لا أعرفه
سرت في ممرات كثيره ، ودخلت عمارات مختلفه ، لكن لا أثر لها
رغبة بكاء قويه اجتاحتني ..،
بقيت مذهولا لوقت طويل
لا أدري ماذا أفعل وكيف أجدها ؟
لعلها تنتظرني الآن بطعامها الذي كانت سعيده وهي تعده
لابد أنها تظن أني هربت منها ومن وحدتها
ولم تعرف أني أحترق بحثا عنها
عندما طال بي البحث
قررت العودة إلى شقتي
ولوحدتي ..
ساقتني قدماي للجلوس فيه بعد أن تركت المحاضره الأخيره هذا المساء
وجدت نفسي بحاجه إلى منحها قليلا من الحريه
أشعر ببعض الاختناق ..
شعور بالوحدة يقتلني ..
مع أني وصلت إلى هنا منذ شهور إلا إنني لم أستطع أن أكوِّن صداقات تذكر
حيائي الشديد له دور في ذلك
كنت أريد أن يبادر أحدهم إليَّ ويطلب صداقتي
لكن الناس تهرب من الذي يجلس وحيدا تعتقد أنه مريض نفسيا
أرفع رأسي باستحياء نحو أحدهم وهو يتكلم مع فتاته
بينما كان ثلاثة شباب يضحكون بشده
في حين جلس اثنان في زاويه يلعبان طاوله
عندما أقبل النادل يسألني عن طلبي كان متجهما لم يبتسم مثلما كان
يبتسم للآخرين ، كما لم يعرض علي شيئا إضافيا كما فعل مع البقيه
أحضر القهوه بسرعه وكأنه يريدني أن أخرج بذات السرعه
هكذا أحسست وهو يضعه أمامي
هذه المشاعر تراودني كثيرا
قرأت ذات مرة أن الوحده تعطي هذا الشعور السيئ
تجاهلته وأفرغت كيس السكر في الفنجان
وشرعت أحركه فبدأت خطوط القهوه في الدوران حول نفسها
سرحت أنظر إليها
كانت تشبه حياتي التي تدور حول شيء واحد
هو الوحدة ولا شيء غيرها
عانيت في حياتي كثيرا ، فقدت حنان أبي عندما كنت في التاسعه من
عمري ، ولم يكن لي نصيب من دلال أمي فقد كنت في وسط سلسله
مكونة من خمسه أخوة وأخوات
توأم من الذكور قبلي وأختان بعدي
وجدت نفسي أعيش وألهو وحيدا
بعدما كبرت قليلا انشغلت أمي بأمراضها الكثيره ، وأصبحت طريحة الفراش
في أغلب أيامها ، فيما حبست نفسي في غرفتي ، أمكث فيها طويلا أجد
فيها سلوتي وسعادتي ، لم يكن أحد يكترث بي
أخواي الكبيران ينطلقان معا بينما أختاي الصغيرتان لهما عالمهما الخاص
هكذا أنا ضعت بين توأم وأختين
كنت متميزا في دراستي ، بقائي في غرفتي جعلني أقبل على دروسي
أو لعله البحث عن ذات مفقوده
عندما أنهيت الثانويه قررت الدراسه في الخارج
استطعت الحصول على قبول في إحدى جامعات القاهره ، فحملت أمتعتي
وطرت أبحث عن حياة جديده ، لعلي أعود بروح أخرى وشخصية أقوى
لكني لم أستطع التخلص من كل عيوبي ، ومازلت أشعر بوحدة تصيبني
بكآبه شديده
عدت من هواجسي لم أنتبه إلى تلك الفتاة
التي تجلس وحيده في زاويه من المقهى
رمقتها بنظره سريعه ثم عدت إلى قهوتي
أحسست بها تنظر إلي
كنت بحاجه إلى جرأه أكثر لأنظر إليها
شحنت نفسي وتشجعت فرفعت رأسي
بمجرد أن نظرت إليها حتى أحنت رأسها
بدأنا نلعب لعبه صغيره
كل منا ينظر إلى الآخر وقبل أن تقع العينان ننزل رؤوسنا
حتى تلاقينا بالأعين .. لنجد أنفسنا نبتسم دون وعي
احتجنا إلى وقت طويل قبل أن تنهض من مكانها وتجلس أمامي
شعرت بحرج شديد
بحه شديده في صوتي وأطرافي ترتعش وقلبي يخفق
همست لي بصوت ضعيف :
- ما اسمك ؟
- وحيد ..
- من أين ؟
- من السعودية ..
- وماذا تفعل في القاهرة ؟
- أدرس في إحدى جامعاتها ..
ذهب القليل من الخوف ، وبدأت أستعيد ثقتي ، تمسكت بها وكأني أتمسك
بخيط حياة في هذا المدينه الكبيره ، لا أريد أن أقضي سنواتي هنا وحيدا ..
تسمرت عيناي في وجهها
ارتسمت على شفتيها ابتسامه صغيره ثم قالت :
- لماذا تنظر إلي هكذا ؟
قلت : لأنك تشبهين أختي ..
لمعت عيناها ثم قالت : هل أختك جميله ؟
نظرت إلى الفراغ الذي بجانبي وقلت : نعم ..
عادت تبتسم مرة أخرى ..
سألتني عن طبيعة دراستي وعن زمن مجيئي إلى هنا
أحسست بصداقتها ، وأن هناك شيء يربطني بها
طال جلوسنا كنت لا أريد أن أتركها
حتى هي أحسست أن لديها ذات الشعور
جلسنا صامتين لثوانٍ قبل أن تسألني عن مكان سكني
وعندما أخبرتها ردت سريعا :
- شقتك بعيده عن هنا ..
صمتت قليلا لتقول : سنتاول طعام العشاء معا .. أجيد طهو أكله ستروقك ..
نهضت معلنا عن موافقتي .. قمت بدفع قيمة مشروباتنا وخرجنا ..
سرنا نحو منزلها وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل ..
وجدت بيننا تطابقا في كثير من الصفات
حكت لي كيف جاءت من مدينتها الصغيره لتدرس هنا
كانت مثل الغريبه هنا
لكنها كانت تنظر إلى الدراسه وكأنها جسر عبور إلى حياة أفضل
لم أشعر بالمسافه الطويله التي سرناها
حتى وصلنا إلى حي شعبي متراص البيوت ، كانت عماراته متشابهه
سرت وأنا مطأطئ الرأس أفكر في كلامها وطريقة تعبيرها عن الأشياء
صعدنا العماره ونحن نتحدث حتى وصلنا إلى شقتها في السطح
فتحت القفل الذي يحكم إغلاق الباب الحديدي الأخضر
انفرج الباب عن شقه مرتبه بعنايه
صاله كبيره بها مطبخ صغير في الوسط ومقاعد جلوس على اليسار
لمحت دورة مياه على اليمين وغرفه مغلقه لعلها غرفه نومها
جلست أنظر إليها وهي تتحدث بسعاده وفى نفس الوقت تقطع الخضار
كانت تتكلم وأنا أشعر أني وجدت نفسي في هذا اليوم والتقيت بمن
يسليني ويبدد وحشتي ، فكرت أن أطلب منها أن نلتقي كل يوم بعد
الجامعه أو في نهاية كل أسبوع ، سأبذل كل قصارى جهدي كي أسعدها
التفتت إلي فوجدتني أحملق فيها ، ابتسمت وقالت : ما رأيك فيما أقوم
بالطهي تحضر لنا مشروبا باردا نتناوله مع هذه الوجبه اللذيذه
انطلقت سريعا ، وخرجت من العماره بحثا عن بقاله قريبه ، لكني سرت
مسافه طويله وعبر ممرات كثيره قبل أن أجدها
اشتريت المشروب البارد وقفلت راجعا وكلي شوق إليها
سرت مسافه قصيره ثم وقفت حائرا من أي طريق جئت
وأي ممر كنت أسير عليه فقد تشابهت الممرات والعمارات أمام عيني
رغبت في الصراخ باسمها لكني اكتشفت أني لا أعرفه
سرت في ممرات كثيره ، ودخلت عمارات مختلفه ، لكن لا أثر لها
رغبة بكاء قويه اجتاحتني ..،
بقيت مذهولا لوقت طويل
لا أدري ماذا أفعل وكيف أجدها ؟
لعلها تنتظرني الآن بطعامها الذي كانت سعيده وهي تعده
لابد أنها تظن أني هربت منها ومن وحدتها
ولم تعرف أني أحترق بحثا عنها
عندما طال بي البحث
قررت العودة إلى شقتي
ولوحدتي ..
احيانا تسنح لنا فرصه للانطلاق نحو حياه جديده
ننسى معها آلام الماضي .. وصعوبة الحاضر ... فنفرط بها ...
ننسى معها آلام الماضي .. وصعوبة الحاضر ... فنفرط بها ...