فضل
عضو مميز
شاب سعودى مبتعث الى كندا للدراسه
يروى لنا ما يواجهه هناك ،،،
يروى لنا ما يواجهه هناك ،،،
قالت لي زوجتي بعد انتهائنا من يوم دراسي في المعهد
ونحن نسير في الطريق : ” مبروك يا تركي شوف راسك
طلع فيه شيب ، واحد .. اثنين .. ثلاثة .. ”
فنظرتُ إليها حانقاً وقلت : ” أنا أبو محمد !! شيب في راسي !
لا.. لا ..هذا يمكن بعد ما أكلت ( دونات ) وكان في يدي شوية دقيق
فحكيت راسي ، فظهر لك أنه شيب ولا هو دقيق ”
فردت علي بابتسامة ـ ماكرة ـ : ” بلا دقيق بلا خرابيط ..
هذا شيب يا شايب ”
فعدت إلى البيت وشاهدتُ نفسي في المرآة فإذا العلم صحيح ..
والقلب جريح .. وبدأ الرأس يشتعل شيبا !!
المبتعث المتزوج الذي جلب زوجته وأطفاله معه في بلد الغربة
يحمل على كاهله كثيراً من المسؤوليات
على رأسها : دراسته ، فيبذل من الجهد والمدراسة أضعاف أضعاف
ما يبذله المبتعث الأعزب ، لأن نصف هذا الجهد يهدر
للأسرة والأطفال وتدبير شؤونهم
فمثلاً : حين يكون علي اختبار من الغد ، وأريد جواً هادئاً لأذاكر
يأتي ابني يبكي من هنا ، وابنتي من هنا تستعطفني
تقول : “ أبغى حلاوة ” ، فأذهب للأول لأرضيه فتغار الثانية فتؤذيه
وأعطي هذه حلاوة ، فيقول الأول : ما أعدلت في القسمة يا بابا
فأقول : هيا ناموا يا أولادي ، جاء وقت النوم
فيضحكون علي ويقولون : يا حبيبي شوف الشمس ما غابت وتريدنا أن ننام!!
طيب يا أطفالي النوم جيد ويريح أجسادكم
فيشترطون : أن أقص عليهم قصة الضفدع
فأوافق على هذه (المفاوضات) لأن البلد هنا (ديموقراطي)
فأقص عليهم القصة، فينام ابني مباشرة بعد الصفحة الثانية
وأبقى مع ابنتي إلى الصفحة العاشرة، تفتح عيناً وتغلق أخرى
فلما أرى أهدابها قد أسلدت الستار على عينيها تماماً ، أتنفس الصعداء
فما أن أقوم مستبشراً لأذاكر ، حتى تفتح عينيها مباشرة
وتقول : بابا أبغى مويه !!
“ بسم الله الآن أبدأ المذاكرة ” وأنظر إلى الساعة
فإذا هي التاسعة والنصف ، أي أنه قد دخل وقت صلاة المغرب
فأتوضأ وأصلي ، وأعود إلى مكتبي لأفتح الكتاب ، فيا للعجب !!
أبدأ أقرأ الجملة من أول السطر فلما أصل إلى نهايته أقفز إلى السطر
الثالث ، فأعود المحاولة من جديد ، فتتبعثر الحروف أمامي
فما أفرق بين (b) و (d) ، حيث النعاس بدأ يلعب لعبته
فألتفت إلى زوجتي وهي على مكتبها تذاكر : ” أم محمد تكفين الشاهي
بسرعة ، وخليه يخدر شويه عشان يصحصحني” فما أن تحضر زوجتي
الشاي وتعود به إلي أكون وقتها قد غطيتُ في نوم عميق !!
فتوقظني زوجتي لأشرب الشاي ، فوالله لا فرق كأني أشرب كأس ماء
فأبقى أجاهد نفسي حتى يحين موعد صلاة العشاء
قرابة الحادية عشرة والنصف ، فأصلي ثم أنام مباشرة بعد عناء الدراسة..
وعناء الأسرة..
وَعدتُ نفسي أن أذاكر بعد صلاة الفجر ، حيث الأطفال نائمون
والجو هادئ ، فأقوم لصلاة الفجر ، وأبسط سجادتي وقطرات الوضوء
تتساقط من أطراف يدي ، ثم أيمم وجهي شطر المسجد الحرام
وأكبر وأصلي ، فلا إله إلا الله كم من انشراح وسعة صدر
يشعر بها من يصلي الفجر ؟
ولا إله إلا الله كم من أبواب الخير والفلاح والرشاد والتوفيق
يحصل عليها من يصلي الفجر ؟
تشعر بأن الكون كله يصغي لك وأنت تقرأ الفاتحة
تشعر بأن البحر والجو والجبل يردد معك ( آمين )
تشعر ـ مع غربتك عن الأوطان ـ بأنك قريب جداً من رب العباد
وأنت تضع جبهتك على الأرض ساجداً ، ليتدفق الدم هابطاً إلى مقدمة
رأسك فيزول معه كل هم .. كل كرب .. كل ضيق .. كل ضجر ..
ثم تجلس بعد فراغك من الصلاة تذكر الله ، وتعقبها بأذكار الصباح
أن يبارك لك في يومك .. أن يحفظك من الفتن ..
أن يعصم بصرك وقلبك من مزالق الهوى ..
ثم تلتفت فترى الشمس بدأت تخترق ظلام الليل الحالك ..
بخيوط الإشراق الرائعة ، وما هي إلا خطوات تتقدمها إلى النافذة لتفتحها
فتستنشق معها نسيم البحر ، وتسمع أغاريد الطيور بأعذب الأهازيج
فيا الله .. ما أجمل وأروع صلاة الفجر ..
هذه السويعات التي أحبها بعد صلاة الفجر ، وأذاكر فيها
سبحان الله أشعر فيها بالإنجاز أسرع من غيرها ، فجربوا هذه السويعات
فهي مباركة ، فعن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها )
قال : وكان إذا بعث سرية أو جيشا ، بعثهم أول النهار .
وكان صخر رجلا تاجرا ، وكان إذا بعث تجارة بعثها أول النهار
فأثرى وكثر ماله . رواه أبو داود والترمذي.
” بابا .. ايش صار على الضفدع ؟ ” يسألني ابني بعد أن استيقظ
من نومه ، فأجوابه : ” هذا ما ستعرفه في الحلقة القادمة “
حيث ليس لدينا وقت إذ الآن ساعة الاستنفار ، فطور سريع ، لبس سريع
وخروج سريع من البيت قاصدين (الباص) ، وما أن نركب الباص
حيث الهدوء هو سيد الموقف ، تخترق ابنتي هذا الهدوء وهي في عربتها
وتبدأ تنشد نشيدتها المعتاده A B- C- D- -E- F G-..
وبصوت يسمعه آخر من في الباص ، ” يا ماما خلاص رخي صوتك”
فتعاند فترفع صوتها زيادة ، فتبتسم لها عجوز أمامها وتطرب لها
وتقول دعها تكمل ، فما شاء الله ابنتي تتحرك قريحتها
الانشادية كل صباح بهذا الأداء الجميل ، إلى أن نصل إلى الحضانة
ثم بعدها أذهب وزوجتي للمعهد ، ولكن علينا أن نركب القطار لأنه أسرع
إلى موقع المعهد ، ويأتيك القطار قد انحشر الناس في داخله
كأنهم حبات الرمان ، فتقول زوجتي : ” الله يستر يا تركي والله أني خايفه
من انفلونزا الخنازير من زحمة السكاي ترين ـ القطار ـ ”
فأطمئنها أن الله هو الحافظ ، وأننا في ذمة الله ورعايته
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين
وحين وصولنا إلى المعهد لسوء الحظ أن فصلي في الدور الثامن
والمصاعد مزدحمة، ويجب ألا أتأخر عن الدرس، لأنهم يشددون علينا في
الوقت كثيرا ، فأضطر أن أترك المصعد وأشمر عن (ساعدي) أقصد عن
(ساقي) وأصعد الدرج إلى الدور الثامن ، فما أن ألج إلى الفصل إلا قد
احترقت كبدي ، واختنق صوتي ، واحمر وجهي ، فتسألني الأستاذة:
” ؟ Are you OK Turki ”
فأتظاهر بالنشاط والحيوية وأجيبها : ” نعم أنا بخير” .
وهكذا هي حالنا في كل يوم ما بين المعهد إلى البيت إلى الأطفال إلى
مصاريف المعيشة التي تأكل كل مكافأة البعثه
فلا يبقى لنا منها إلا الفتات
ثم ثمرة هذا شعرات الشيب التي بدأت تسأذنني
لتأخذ مكاناً لها في رأسي
سامحك الله يا زوجتي لم تقولي ما شاء الله شكلك اليوم جميل
أو تبدو في هندام جيد
وقع نظرك فقط على هذه الشعرات البيضاء
هكذا هن النساء يركزون على أشياء لا ننتبه إليها نحن الرجال
لأننا نحن ( الرجال ) نحب أن ننظر إلى نصف الكأس المليء بالماء
ألا توافقونني الرأي؟
ونحن نسير في الطريق : ” مبروك يا تركي شوف راسك
طلع فيه شيب ، واحد .. اثنين .. ثلاثة .. ”
فنظرتُ إليها حانقاً وقلت : ” أنا أبو محمد !! شيب في راسي !
لا.. لا ..هذا يمكن بعد ما أكلت ( دونات ) وكان في يدي شوية دقيق
فحكيت راسي ، فظهر لك أنه شيب ولا هو دقيق ”
فردت علي بابتسامة ـ ماكرة ـ : ” بلا دقيق بلا خرابيط ..
هذا شيب يا شايب ”
فعدت إلى البيت وشاهدتُ نفسي في المرآة فإذا العلم صحيح ..
والقلب جريح .. وبدأ الرأس يشتعل شيبا !!
المبتعث المتزوج الذي جلب زوجته وأطفاله معه في بلد الغربة
يحمل على كاهله كثيراً من المسؤوليات
على رأسها : دراسته ، فيبذل من الجهد والمدراسة أضعاف أضعاف
ما يبذله المبتعث الأعزب ، لأن نصف هذا الجهد يهدر
للأسرة والأطفال وتدبير شؤونهم
فمثلاً : حين يكون علي اختبار من الغد ، وأريد جواً هادئاً لأذاكر
يأتي ابني يبكي من هنا ، وابنتي من هنا تستعطفني
تقول : “ أبغى حلاوة ” ، فأذهب للأول لأرضيه فتغار الثانية فتؤذيه
وأعطي هذه حلاوة ، فيقول الأول : ما أعدلت في القسمة يا بابا
فأقول : هيا ناموا يا أولادي ، جاء وقت النوم
فيضحكون علي ويقولون : يا حبيبي شوف الشمس ما غابت وتريدنا أن ننام!!
طيب يا أطفالي النوم جيد ويريح أجسادكم
فيشترطون : أن أقص عليهم قصة الضفدع
فأوافق على هذه (المفاوضات) لأن البلد هنا (ديموقراطي)
فأقص عليهم القصة، فينام ابني مباشرة بعد الصفحة الثانية
وأبقى مع ابنتي إلى الصفحة العاشرة، تفتح عيناً وتغلق أخرى
فلما أرى أهدابها قد أسلدت الستار على عينيها تماماً ، أتنفس الصعداء
فما أن أقوم مستبشراً لأذاكر ، حتى تفتح عينيها مباشرة
وتقول : بابا أبغى مويه !!
“ بسم الله الآن أبدأ المذاكرة ” وأنظر إلى الساعة
فإذا هي التاسعة والنصف ، أي أنه قد دخل وقت صلاة المغرب
فأتوضأ وأصلي ، وأعود إلى مكتبي لأفتح الكتاب ، فيا للعجب !!
أبدأ أقرأ الجملة من أول السطر فلما أصل إلى نهايته أقفز إلى السطر
الثالث ، فأعود المحاولة من جديد ، فتتبعثر الحروف أمامي
فما أفرق بين (b) و (d) ، حيث النعاس بدأ يلعب لعبته
فألتفت إلى زوجتي وهي على مكتبها تذاكر : ” أم محمد تكفين الشاهي
بسرعة ، وخليه يخدر شويه عشان يصحصحني” فما أن تحضر زوجتي
الشاي وتعود به إلي أكون وقتها قد غطيتُ في نوم عميق !!
فتوقظني زوجتي لأشرب الشاي ، فوالله لا فرق كأني أشرب كأس ماء
فأبقى أجاهد نفسي حتى يحين موعد صلاة العشاء
قرابة الحادية عشرة والنصف ، فأصلي ثم أنام مباشرة بعد عناء الدراسة..
وعناء الأسرة..
وَعدتُ نفسي أن أذاكر بعد صلاة الفجر ، حيث الأطفال نائمون
والجو هادئ ، فأقوم لصلاة الفجر ، وأبسط سجادتي وقطرات الوضوء
تتساقط من أطراف يدي ، ثم أيمم وجهي شطر المسجد الحرام
وأكبر وأصلي ، فلا إله إلا الله كم من انشراح وسعة صدر
يشعر بها من يصلي الفجر ؟
ولا إله إلا الله كم من أبواب الخير والفلاح والرشاد والتوفيق
يحصل عليها من يصلي الفجر ؟
تشعر بأن الكون كله يصغي لك وأنت تقرأ الفاتحة
تشعر بأن البحر والجو والجبل يردد معك ( آمين )
تشعر ـ مع غربتك عن الأوطان ـ بأنك قريب جداً من رب العباد
وأنت تضع جبهتك على الأرض ساجداً ، ليتدفق الدم هابطاً إلى مقدمة
رأسك فيزول معه كل هم .. كل كرب .. كل ضيق .. كل ضجر ..
ثم تجلس بعد فراغك من الصلاة تذكر الله ، وتعقبها بأذكار الصباح
أن يبارك لك في يومك .. أن يحفظك من الفتن ..
أن يعصم بصرك وقلبك من مزالق الهوى ..
ثم تلتفت فترى الشمس بدأت تخترق ظلام الليل الحالك ..
بخيوط الإشراق الرائعة ، وما هي إلا خطوات تتقدمها إلى النافذة لتفتحها
فتستنشق معها نسيم البحر ، وتسمع أغاريد الطيور بأعذب الأهازيج
فيا الله .. ما أجمل وأروع صلاة الفجر ..
هذه السويعات التي أحبها بعد صلاة الفجر ، وأذاكر فيها
سبحان الله أشعر فيها بالإنجاز أسرع من غيرها ، فجربوا هذه السويعات
فهي مباركة ، فعن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها )
قال : وكان إذا بعث سرية أو جيشا ، بعثهم أول النهار .
وكان صخر رجلا تاجرا ، وكان إذا بعث تجارة بعثها أول النهار
فأثرى وكثر ماله . رواه أبو داود والترمذي.
” بابا .. ايش صار على الضفدع ؟ ” يسألني ابني بعد أن استيقظ
من نومه ، فأجوابه : ” هذا ما ستعرفه في الحلقة القادمة “
حيث ليس لدينا وقت إذ الآن ساعة الاستنفار ، فطور سريع ، لبس سريع
وخروج سريع من البيت قاصدين (الباص) ، وما أن نركب الباص
حيث الهدوء هو سيد الموقف ، تخترق ابنتي هذا الهدوء وهي في عربتها
وتبدأ تنشد نشيدتها المعتاده A B- C- D- -E- F G-..
وبصوت يسمعه آخر من في الباص ، ” يا ماما خلاص رخي صوتك”
فتعاند فترفع صوتها زيادة ، فتبتسم لها عجوز أمامها وتطرب لها
وتقول دعها تكمل ، فما شاء الله ابنتي تتحرك قريحتها
الانشادية كل صباح بهذا الأداء الجميل ، إلى أن نصل إلى الحضانة
ثم بعدها أذهب وزوجتي للمعهد ، ولكن علينا أن نركب القطار لأنه أسرع
إلى موقع المعهد ، ويأتيك القطار قد انحشر الناس في داخله
كأنهم حبات الرمان ، فتقول زوجتي : ” الله يستر يا تركي والله أني خايفه
من انفلونزا الخنازير من زحمة السكاي ترين ـ القطار ـ ”
فأطمئنها أن الله هو الحافظ ، وأننا في ذمة الله ورعايته
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين
وحين وصولنا إلى المعهد لسوء الحظ أن فصلي في الدور الثامن
والمصاعد مزدحمة، ويجب ألا أتأخر عن الدرس، لأنهم يشددون علينا في
الوقت كثيرا ، فأضطر أن أترك المصعد وأشمر عن (ساعدي) أقصد عن
(ساقي) وأصعد الدرج إلى الدور الثامن ، فما أن ألج إلى الفصل إلا قد
احترقت كبدي ، واختنق صوتي ، واحمر وجهي ، فتسألني الأستاذة:
” ؟ Are you OK Turki ”
فأتظاهر بالنشاط والحيوية وأجيبها : ” نعم أنا بخير” .
وهكذا هي حالنا في كل يوم ما بين المعهد إلى البيت إلى الأطفال إلى
مصاريف المعيشة التي تأكل كل مكافأة البعثه
فلا يبقى لنا منها إلا الفتات
ثم ثمرة هذا شعرات الشيب التي بدأت تسأذنني
لتأخذ مكاناً لها في رأسي
سامحك الله يا زوجتي لم تقولي ما شاء الله شكلك اليوم جميل
أو تبدو في هندام جيد
وقع نظرك فقط على هذه الشعرات البيضاء
هكذا هن النساء يركزون على أشياء لا ننتبه إليها نحن الرجال
لأننا نحن ( الرجال ) نحب أن ننظر إلى نصف الكأس المليء بالماء
ألا توافقونني الرأي؟
توافقونه أو لا ؟؟