حجة الوداع .. ومرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاتــه

غنيم المطيري

عضو نشط
التسجيل
2 فبراير 2008
المشاركات
106
حـــجة الــــوداع

** عمــــراتــــه صلى الله عليه وسلم **
اعتمر خاتم الأنبياء والمرسلين , صلى الله عليه رب العالمين : أربع عمر , كلهن في ذي القعدة , إلا عمرته مع حجته .
عمرة زمن الحديبية , وعمرة من العام المقبل , وعمرة من جعرانه حين قسم غنائم حنين.
الأذان بالحج:
وقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج..
وقط طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائه ثم أصبح محرما , وقد طيبته عائشة رضي الله عنها عند إحرامه.
ثم انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المدينة
ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن, وسلت الدم, وقلدها نعلين, ثم ركب راحلته, حتى إذا استوى على البيداء أهل هو وأصحابه بالحج, وذلك لخمس بقين من ذي القعدة.

إهلاله صلى الله عليه وسلم :

فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد :
وأهل الناس بهذا الذي يهلون به .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل عليه السلام. فقال إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية والإهلال .
حتى إذا كانوا بسرف أو قريبا منا حاضت عائشة , فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي , فقالت : والله ؛ لو وددت أني لم أكن خرجت العام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك ؟ لعلك نفست ؟
قالت نعم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم فاقضي مايقضي الحاج ؛ غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي.
ثم بات رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي طوى حتى أصبح واغتسل , ثم دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي بالبطحاء, لأربع ليال خلون من ذي الحجة .

دخولــه صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام:فأتى صلى الله عليه وسلم باب المسجد فأناخ راحلته , ثم دخل المسجد , فبدأ بالحجر فاستلمه , وفاضت عيناه بالبكاء.)
ثم أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالحجر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عمر ؛ إنك رجل قوي , لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف , إن وجدت خلوة فاستلمه , وإلا فاستقبله فهلل وكبر
فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت مضطبعا وعليه برد , ورمل ثلاثا ومشى أربعا, وكان لايدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوفة , ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام , فقرأ: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) فجعل المقام بينه وبين البيت , وكان يقرأ في الركعتين (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ثم رجع إلى الركن فاستلمه

خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الصفا والمروة :
ثم خرج من الباب إلى الصفا, فلما دنا من الصفا قرأ:
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) فبدأ بالصفا ثم استقبل القبلة فوحد الله أكبر وكبره ثم دعا بين ذلك ,فقال مثل هذا ثلاث مرات
ثم نزل إلى المروة , حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا ,حتى كان آخر طوافه على المروة

دخول العمرة في الحج:
ولم يحل رسول الله صلى الله من أجل بدنه لأنه قلدها , قلدها , وأمر الناس أن يجعلوها عمرة , وأن يخلوا إلى نسائهم ,ففشت في ذلك القالة .
فقال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : فيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا؟!
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم , فقام خطيبا فقال : بلغني أن أقواما يقولون كذا وكذا , والله ؛ لأنا وأتقي لله منهم , ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت , ولولا أن معي الهدى لأحللت .
فقام سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه فقال: يارسول الله ؛ ألعامنا هذا أم لأبد ؟
فشبك رسول الله صلى الله عليه أصابعه واحد في الأخرى , وقال : دخلت العمرة في الحج ؛ دخلت العمرة في الحج , لا ؛ بل لأبد أبد
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزل بأعلى مكة , ثم الحجون , وهو مهل بالحج ولم يقرب الكعبة طوافه بها حتى رجع من عرفة
ثم أذن بلال , ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء من أدم , فخر بلال بين يديه بالعنزة فركزها , فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة بالبطحاء الظهر ركعتين ,والعصر ركعتين , والعنزة بينه وبين مارة الطريق , يمر من ورائها الكلب والحمار والمرأة لايمنع , ثم لم يزل يصلي ركعتين حتى أتى المدينة .
وقدم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منيخ بالبطحاء , فقال له رسول الله صلى الله عليه : بم أهللت ؟
فقال أبو موسى : أهللت بإهلال النبي صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل سقت من هدي ؟
فقال أبو موسى : لا
فقال رسول الله صلى الله عليه : فطف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل
وقـــوفه صلى الله عليه وسلم بعرفات :
ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس , ثم سار من منى إلى عرفات , فكان يهل المهل منهم فلا ينكر عليه , ويكبر المكبر منهم فلا ينكر عليه
خطبته صلى الله عليه وسلم بالناس يوم عرفة:
حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له , فأتى بطن الوادي فخطب الناس , وقال : إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا , في بلدكم هذا حتى إذا انتهى من الخطبة
قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم باصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد , اللهم اشهد , اللهم اشهد)
ثم سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحج بمعرفة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحج يوم عرفة , ومن أدرك ليلة جمع قبل صلاة الصبح فقد تم حجه ,وأيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه , ومن تأخر فلا إثم عليه
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقفت ههنا بعرفة ,وعرفة كلها موقف , وقفوا على مشاعركم , فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص
نزوله صلى الله عليه وسلم المزدلفة :
فركب رسول الله عليه وسلم حتى أتى المزدلفة , فنزل فتوضأ فأسبغ الوضوء , ثم أقيمت فصلى المغرب ,ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله , ثم؟أقيمت العشاء فصلى .
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين , ولم يصل بينما شيئا , ثم اضطجع حتى طلع الفجر
ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ,
إتيانه صلى الله عله وسلم المشعر الحرام:
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء حتى أتى المشعر الحرام , فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده , وقال : وقفت ههنا بجمع , وجمع كلها موقف
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما غداة جمع هلم القط لي
فلقط له عبد لله حصيات من حصى الخذف , فلما وضعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده قال : نعم بأمثال هؤلاء , وإياكم والغلو في الدين , فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين

رمي الجمرات:
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه يلبى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة .
حتى رمى صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات ولم يقف , يكبر مع كل حصاة منها , وهو يقول : يا أيها الناس ؛ لا يقتل بعضكم بعضا , وإذا الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف

يوم النحر:
انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنحر , فنحر بيده ثلاثا وستين بدنه , بعدد سني عمره , وقال نحرت ههنا , ومنى كلها منحر , فانحروا في رجالكم .
ثم حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقال للحلاق : خذ وأشار إلى جانبه الأيمن , ثم الأيسر , ثم جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم شعره بين من يليه , فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس
وفي يوم النحر : طهرت عائشة , فأمرها رسول الله صلى الله عليه فأفاضت , وأتى بلحم بقر , فقالت عائشة : ماهذا؟
فقالوا : أهدى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه البقر
الرجوع إلى منى أيام التشريق
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منى , فمكث بها ليالي أيام التشريق, يرمي الجمرة إذا زالت الشمس, كل جمرة بسبع حصيات , يكبر مع كل حصاة ويقف عند الأولى والثانية , فيطل القيام ويتضرع, ويرمي الثالثة ولايقف عندها
وداع الرسول صلى الله عليه وسلم :وودع رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم الناس , وقال : هذا يوم الحج الأكبر.
فقالوا: هذة حجة الوداع
فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بالرحيل فارتحل , ثم ركب إلى البيت فطاف به ,
وأمر الناس أن يكون أخر عندهم بالبيت إلا أنه خفف عن الخائض
وطاف النبي صلى الله عليه وسلم طواف الوداع حول الكعبه على بعيره ويستلم الركن بمحجن معه . ويقبل المحجن كراهية أن يضرب عنه الناس
عودته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :
ثم خرج رسول الله صلى الله عليهم من مكة من الثنية السفلى . ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم . غدير خم . , قال للناس : أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم
فقالوا نعم يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من كنت مولاه ؛ فإن عليا مولاه , اللهم وال من ولاه , وعاد من عاداه

مرضه صلى الله عليه وسلم ووفاته :
وألقى خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام –عصى الترحال بعد قدومه من حج بيت الله الحرام , ليلقى في آخر الليالي والأيام – سكرات الموت وكربات الحمام
فمن ذلك ماجاء في التنزيل: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)
اعتكافه صلى الله عليه وسلم آخر رمضان صامه ومقابلته القرآن مع جبريل عليه السلام :
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ,فلما كان العام الذي قبض فيه : اعتكف عشرين يوما
** مرضه صلى الله عليه وسلم ودنو أجله **وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض لأصحابه بدنو اجله المحتم , إذ جلس ذات يوم على المنبر , فقال : إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا , وبين ماعنده , فاختار ماعنده .
فبكى أبو بكر , وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا .
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير , وكان أبو بكر أعلمهم به
**زيارته صلى الله عليه وسلم البقيع قبل وفاته **
ولم يقتصر وداع خير البشر ؛ ذي الوجه الأنور , والجبين الزهر ؛ لمن حضر , بل شمل بوداعه من مات وغبر
فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع وقال : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين , ويرحم الله المستقدمين منا والمستاخرين , وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.

اشتداد المرض عليه صلى الله عليه وسلم :
قالت عائشة رضي الله عنه : عصبت رأسي , فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ياعائشة ؛ ماشأنك ؟
فقلت : أشتكي رأسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك لو كان وانا حي , فأستغفر لك وأدعو لك .
فقالت عائشة : واثكلياه : , والله إني لأظنك تحب موتي , ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض ازواجك
فقال رسول صلى الله عليه وسلم : بل أنا وارأساه
فما رأيت الوجع على أحد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك , فمسسته بيدي , فقلت : إنك لتوعك وعكا شديدا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أجل ؛ كما يوعك رجلان منكم
فقال عبدالله : لك أجران ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم , صلى الله عليه وسلم ك نعم , مامن مسلم يصيبه أذى مرض فما سواه , إلأ حط الله سيئاته ؛ كما تحط الشجرة ورقها

** بعثه صلى الله عليه وسلم لأسامه بن زيد رضي الله عنه أميرا للجيش**
وبعث النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد رضي الله عنهما , فطعن الناس في إمارته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد بلغني أنكم قلتم في أسامته , وإن تطعنوا في إمارته , فقد كنتم في إمارة أبيه من قبل , وايم الله ؛ إن كان لخليقا للإمارة, وإن كان لمن أحب الناس إلي , وإن هذا لمن أحب الناس إلى بعده
بكاء الأنصار وآخر مجلس جلسه صلى الله عليه وسلم :
وقد مر أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم بيكون , فقال العباس : ما يبكيكم ؟
قالوا : ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا
فدخل العباس على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره .
فحرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس حتى جلس على المنبر , وخطبهم فحمدالله و أثنى عليه حتى أوصاهم بالأنصار فكان آخر مجلس جلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وصلى بهم
وصيته صلى الله عليه وسلم قبل وفاته :
وأوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث , قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب , وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم , وسكت عن الثالثة أو قال عبدالله : فنسيتها .
تحذيره صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد
يقول صلى الله عليه وسلم : لعنة الله على اليهود والنصارى , اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .

حديثه صلى الله عليه وسلم مع فاطمة رضي الله عنها قبل وفاته
فقال الها النبي صلى الله عليه وسلم : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ثم إنه أسر إليها حديثا , فبكت بكاء شديدا
فلما رآى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك ثم يسأل عائشة فاطمه فلم تخبرها حتى توفى الله الرسول صلى الله عليه وسلم
فقالت فاطمة رضي الله عنها: أما الآن فنعم , إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة , وأنه عارضه به في العام مرتين , ولا أراني إلا قد حضر أجلي , إنك أول أهلي لحوقا بي , ونعم السلف أنا لك.

فبكيت بكائي الذي رأيت , فلما رآى جزعي؛ سارني الثانية , فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ؟ - فضحكت لذلك .

أمره صلى الله عليه وسلم أبا رضي الله عنه بالصلاة بالناس :وجاء بلال رضي الله عنه يؤذن رسول الله بالصلاة , فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس .

فأمروا أبا بكر بكر يصلي بالناس.
فأتاه الرسو ل فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس .
فقال أبو بكر _ وكان رجلا رقيقا _: ياعمر ؛ صل بالناس
فقال عمر : أنت أححق بذلك
فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام
عامة وصيته صلى الله عليه وسلم :
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت :الصلاة , وماملكت ايمانكم , حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره , ومايكاد يفيض بها لسانه
وإن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته
قالت عائشة رضي الله عنها : كنت أسمع : أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والأخرة .

وقال في مرضه الذي مات فيه واخذته بحه (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)
وسمعته وأصغيت إليه قبل أن يموت وهو مسند إلى ظهره يقول : اللهم اغفر لي وارحمني , والحقني بالرفيق الأعلى ثم قبض ومالت يده.
موقف الصحابة من وفاته صلى الله عليه وسلم:
استأذن عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنها عائشة رضي الله عنها فأذنت لهما وجذبت إليها الحساب
فنظر عمر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , فقال : واغشياه ! مأشد غشي الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم قاما , فلما دنوا من الباب قال المغيره : ياعمر ؛ مات رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال عمر : كذبن , بل أنت رجل تحوسك فتنة , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايموت حتى يفنى الله عزوجل المنافقين
ثم أقبل أبو بكر رضي الله عنه من مسكنه بالسنح , حتى نزل ودخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة رضي الله عنها فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشي بثوب حبرة
فنظر أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنا لله وإليه لراجعون مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة ..
ثم خطب أبو بكر بالناس فحمد أبو بكر الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان قد يعبد الله فإن الله حي لا يموت إن الله عزوجل يقول (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)
وقال تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)
فنشج الناس يبكون

بيعة أبــي بكر رضي الله عنه:
بايع الصحابة أبو بكر ع الخلافة
فقال عمر رضي الله عنه : نبايعك أنت , فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده وبايعه الناس عامة .
فقاموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم غسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص ؛ ويدلكونه بالقميص دون أيديهم وكفن الرسول صلى الله عليه وسلم في أثواب يمانية بيض , ليس فيها قميص ولا عمامة
وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم على سريره في بيته , ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا يصلون عليه ولم يؤم الناس على رسول الله أحد .
ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم

يوم وفاته صلى الله عليه وسلم ودفنه:
قالت عائشة رض يالله عنها : توفى الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين , ودفن ليلة الأربعاء.
سنة صلى الله عليه وسلم يوم توفى:توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين , وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء
تركته صلى الله عليه وسلم
توفى ودرعه مرهونة عند يهودي ,بثلاثين صاعا من شعير , مات وماترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ؛ إلأ بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه , وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة..​
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
جزاك الله خير
 

q8royale

عضو نشط
التسجيل
27 يونيو 2009
المشاركات
426
احسنت

اللهم صل على محمد و ال محمد
 

ابن التوحيد

عضو نشط
التسجيل
25 يوليو 2009
المشاركات
639
الإقامة
الكويت
جزاك الله خير جمعت كتاب في مقالة بارك الله بجهودك اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله و صحبه أجمعين
 

غنيم المطيري

عضو نشط
التسجيل
2 فبراير 2008
المشاركات
106
من كتاب المنهل النمير في سيرة السراج المنير للشيخ د.وليد العلي دكتور قسم العقيدة في جامعة الكويت وامام وخطيب المسجد الكبير
 
أعلى