Hi5
عضو نشط
ما من فنان في القرن المنصرم استطاع ان يخترق الثوابت الصلبة كما فعل مايكل جاكسون. غيّر لون بشرته. عدّل شكل وجهه. حوّل مسار حياته. فكّك الظروف المحيطة بنشأته. أعاد تشكيل واقعه على هواه متحدياً الموروثات كلها، ثقافية وخلقية وإبداعية. ونحت حضوره في الزمن كما يشاء فأصبح ظاهرة قد لا تتكرر خلال قرون آتية.
بعضهم رأى فيه نموذجاً لثقافة استهلاكية توخت الإغراء والإغواء آلياً وإلكترونياً حتى حدود السيرك. بعضهم قال ان موسيقاه خانت تركة أبناء جلده السود. بعضهم اعتبره مجدِّداً صهر الـ «بوب» و الـ «روك» والـ «جاز» في بوتقة واحدة. وفي حيوية عكست الوان العصر وسرعته وإيقاع خطواته المتزلجة على الكواكب خارج فضاء الأرض.
كان استعراضاً قائماً بذاته: مزيجاً من آندي وورهول وسلفادور دالي. النرجسية المتباهية بذاتها حتى الفضيحة. مع ذلك فضائحه الحميمة فشلت في التأثير سلباً على إضافته الباهرة. وكان توازن السرعة بين شروقه وغروبه، بين انفجاره الصاعق وسكوت قلبه الراقص شهادة على ضراوة التحديات التي خاضها وتذكيراً جارحاً لكل اولئك الذين أفلوا في سن مبكرة لأنهم قادوا أمواجهم العالية ضد تيارات الركود ومستنقعات الرتابة، مثل الفيس بريسلي وجانيس جوبلين وجيمي هندريكس وجيم موريسون. مثلهم كان خروجه من المسرح الكبير شكسبيرياً خافتاً بعكس دخولهم الهادر. الفارق بينه وبينهم انه حافظ على طفولته بكل قواه بل احتجزها ومنعها من مغادرة جسمه، لأنها ربما كانت البراءة الوحيدة المتبقية لديه في خضم عالم يبجل الشكل على حساب المضمون. عالم لعل مايكل جاكسون أراد ان يكون جزءاً بارزاً فيه فحوَّل نفسه احتفالاً جوّالاً لكل ما تحتويه وما تقدسه ثقافة المظهر. المرآة جعلته يغفل ألق موهبته ووهج الشهرة قطع عصب الإبداع لديه، وحين بدأ جسمه يخونه أصابه الإحباط فراح يتخبط في وحدته منكسراً، مريراً.
الفاجع في هذا كله ان الجراحات العنيفة التي أخضع جسمه لها والعقاقير والمساحيق والعلاجات المضادة لكل ما يشهد على مفاعيل الزمن فعلت فعلها المعاكس وأخذته الى نهاية لم يكن يتوقعها ولا كان يحلم بها جمهوره الكبير حول العالم.
بعضهم رأى فيه نموذجاً لثقافة استهلاكية توخت الإغراء والإغواء آلياً وإلكترونياً حتى حدود السيرك. بعضهم قال ان موسيقاه خانت تركة أبناء جلده السود. بعضهم اعتبره مجدِّداً صهر الـ «بوب» و الـ «روك» والـ «جاز» في بوتقة واحدة. وفي حيوية عكست الوان العصر وسرعته وإيقاع خطواته المتزلجة على الكواكب خارج فضاء الأرض.
كان استعراضاً قائماً بذاته: مزيجاً من آندي وورهول وسلفادور دالي. النرجسية المتباهية بذاتها حتى الفضيحة. مع ذلك فضائحه الحميمة فشلت في التأثير سلباً على إضافته الباهرة. وكان توازن السرعة بين شروقه وغروبه، بين انفجاره الصاعق وسكوت قلبه الراقص شهادة على ضراوة التحديات التي خاضها وتذكيراً جارحاً لكل اولئك الذين أفلوا في سن مبكرة لأنهم قادوا أمواجهم العالية ضد تيارات الركود ومستنقعات الرتابة، مثل الفيس بريسلي وجانيس جوبلين وجيمي هندريكس وجيم موريسون. مثلهم كان خروجه من المسرح الكبير شكسبيرياً خافتاً بعكس دخولهم الهادر. الفارق بينه وبينهم انه حافظ على طفولته بكل قواه بل احتجزها ومنعها من مغادرة جسمه، لأنها ربما كانت البراءة الوحيدة المتبقية لديه في خضم عالم يبجل الشكل على حساب المضمون. عالم لعل مايكل جاكسون أراد ان يكون جزءاً بارزاً فيه فحوَّل نفسه احتفالاً جوّالاً لكل ما تحتويه وما تقدسه ثقافة المظهر. المرآة جعلته يغفل ألق موهبته ووهج الشهرة قطع عصب الإبداع لديه، وحين بدأ جسمه يخونه أصابه الإحباط فراح يتخبط في وحدته منكسراً، مريراً.
الفاجع في هذا كله ان الجراحات العنيفة التي أخضع جسمه لها والعقاقير والمساحيق والعلاجات المضادة لكل ما يشهد على مفاعيل الزمن فعلت فعلها المعاكس وأخذته الى نهاية لم يكن يتوقعها ولا كان يحلم بها جمهوره الكبير حول العالم.