في هذه القرية الصغيرة الهادئة في قلب الجزيرة العربية ، بدأت أحداث هذه القصة ، حيث ولد و ترعرع (عباس) ... هذا الصبي اليافع الذي لا يكاد أحد يعرفه بإسمه الحقيقي حيث يناديه الجميع ب ( الهباش )
منذ نعومة أظفارة و الهباش يملك مهارات فائقة في التجارة مخلوطة أحياناً بالشطارة و ممزوجة بكثير من الحقارة
كان هم الهباش الوحيد هو المادة حيث يعشق المال لدرجة الجنون و كان على إستعداد إن يقوم بأي شي من أجل كسب المال
كان يبيع المصاقيل لإصدقائه ليعود و يكسبها منهم باللعب و يبيعها لهم مرة أخرى و إذا لم يكسبها باللعب فإنه يخطفها أو يلطشها منهم في أي لحظة غفلة
في صغره كان يسرق البيض من تحت دجاج الجيران و يبيعه على البقالة و عندما كبر قليلاً صار يسرق فراخ الدجاج
ذات مره كان عباس الهباش يلعب مع أصدقائه في القرية و رأى مع أحدهم عشرة ريالات و كان معهم ضب صغير يلهون به قال الهباش وش رايكم اقطع عكرة الضب بأسناني و تعطوني العشرة ريال قالو له ربعه لا نبيك تقطع رأس الضب باسنانك و طبعاً كان الضب حي يرزق و لكن في لحظات قطع الهباش رأسه بأسنانه من أجل حفنة دولارات قصدي من أجل العشرة ريالات
و من أساليب الهباش الجديرة بالاحتقار إنه كان يصلح بنشر سياكل أخوياه بالنهار و بالليل بعد ما ينامون كان يمر ينسم كفرات السياكل بأبره كانت معه و المساكين "يا غافلين لكم الله" كل يوم عند الهباش يزين كفرات سياكلهم
كبر الهباش و كبرت أساليبه و لكنها لم تتغير ، بدلاً من بنشر السياكل فتح بنشر للسيارات و أصبح يزرع الشوارع المحيطة بالمسامير
و فتح محل عطارة و صار يبيع زيوت منتهية الصلاحية على أساس إنها زيت حبة البركة
قصص الهباش في الاحتيال كثيرة و منها إنه ذهب إلى شيخ يقرأ على الماء للتداوي به و كان هذا الشيخ مشهوراً بالقراءة ، و الشيخ كان يقرأ لوجه الله بدون مقابل ، دخل عليه الهباش و قال له : ياشيخ أمي تعبانه و أبيك تقرأ لها على هالموية لعل الله يكتب فيه الشفاء ، قرأ الشيخ على الماء و بعدها قال له الهباش : ياشيخ أخاف أمي ما تصدقني إنك أنت اللي قريت على الماء ... أبيك تكتب لي ورقة عشان أوريها لأمي ، و كتب الشيخ بناء على طلب الهباش في الورقة : إن هذا الماء قد قريت عليه و أسأل الله أن يجعل فيه الشفاء و كتب الشيخ اسمه ووقع ، طبعاً الهباش و هو راجع لقريتهم اشترى حمولة تريلة كاملة من المياة و راح للقرية يبيع على أهلها القارورة بعشرة ريال بدعوى إن الشيخ قاري عليه ، و كان يوري الورقة لأي واحد يشك فيه ، كانت تكلفة المياة حوالي 5000 ريال و باعها بحوالي 100 الف ريال و سوى نفس الحركة مع أكثر من قرية و جمع من هالنصبة مبلغ كبير
و لكن أهم عملية قام بها في حياته كانت عملية الاكتتاب الكبرى
بدأت قصة الاكتتاب عندما انتقل الهباش من قريته الصغيرة إلى الرياض ، و فتح بقالة و سماها (بقالة هباش) ، و طبعاً كان يبحث دائماً عن المواد التموينية المنتهية الصلاحية أو القريبة من الانتهاء بأسعار منخفضة و يغير في التاريخ و يبيع بأسعار عادية و لكن أرباحه من هذا الغش و الاحتيال كانت فوق العادية ، و كان موصي البياع اللي في البقالة يزود في حساب اللي يشترون بالدين ، هالبقالة كبرت و صارت عدة فتحات و اشتهرت بالاسم التجاري (هباش ماركت)
و بعدها بدأ الهباش يفكر في "خبطة العمر" و هي طرح اسهم البقالة في سوق الاسهم ، و أستعان بخبراء في سبيل ذلك
جمع عباس الهباش لجنة من المستشارين بعضوية سمير الاسطا (مصري) و طوني مكزدر (لبناني) و سعود الخابور (سعودي) و كان هذا النقاش بينهم
الهباش : أنا ياجماعة أبي أسوي مثل هالعالم اللي دخلت سوق الأسهم و باعوا جزء بسيط من شركاتهم مقابل علاوات ... دربنا دربهم نبي نتربح ، عاد أنا قلت أحسن شي أدخل البقالة في سوق الاسهم و اجتماعنا اليوم علشان نضبط الطبخة
سمير الأسطا : آه ياباشا الكلام ده عين العئل ، أنا بنصح إننا نضخم أصول البقالة
الهباش : معك حق بس وش نضخم كل اللي عندنا رفوف من الحراج و ثلاجات ملك المصانع
يتدخل سعود الخابور : أنا عندي الحل ، نشتري قطعة أرض و نسجلها من أصول البقالة و بعدها نقيم الأرض بعشرة أضعاف تكلفتها
الهباش : اي و الله جبتها يا سعود بس 10 أضعاف ما تصلح خلها 100 ضعف
طوني مكزدر : هيدا هووي الشغل الصح
الهباش : طيب وش بعد ؟ كيف نقدر نرفع قيمة الشركة قبل الاكتتاب
طوني مكزدر : فينا نسجل علامة (هباش ماركت) علامة مسجلة و نقيمها بمليون ريال مع إنها بتكلف شي عشرة آلاف ريال
سعود الخابور : لا وش علامة (هباش ماركت) ... حنا لازم نسجل مجموعة علامات تجارية ، مثلاً نسجل ( هباش ميني ماركت) (هباش سوبر ماركت) (هباش هايبر ماركت) (هباش فود) (هباش قروسري) نطلع لنا بثلاثين علامة و كل وحدة نقيمها بمليون ريال
الهباش : معك حق ، فكرة حلوة بس خل نقول مليونين لكل علامة
سمير الأسطا : أحنا كمان ممكن نحط قيمة كبدل شهرة للشركة ، أنت البقالة بتاعتك مش مشهورة في الحته؟
سعود الخابور : أيش حته اللي تقول عنها ، حنا لازم نشهر الشركة بحملة إعلانات ضخمة في الجرايد و المحطات نصرف على الحملة مليونين ريال و نحط بدل شهرة للشركة 20 مليون ريال
الهباش : فكرة حلوة بس أنا أقول لو نصرف ثلاثة مليون و نخلي بدل الشهرة 50 مليون ، وش رايك يا طوني
طوني مكزدر : ما بدها حكي ، هي فكرة ممتازا و أنا عندي شركة إعلانات بتعجبك
يقترب سعود الخابور من الهباش و يهمس في اذنه : بقي طال عمرك الأهم ، بقي أتعابنا حنا
يرد الهباش همساً في أذن سعود : بس أنت اللي قلت كل شي هم ما قالوا شي مفيد ، أنا أقول أعطيك أنت و هم أطنشهم
يرد سعود همساً : لا طال عمرك لا تنسى التحليل في القنوات الفضائية و طوني و سمير يفيدونا كثير
الهباش : خلاص نتعشى اللحين و شيكاتكم تستلمونها بعد العشا
تظهر حملة قوية و ضخمة للاعلان عن الشركة الجديدة المقبلة على الطرح ، أصبحت بقالة هباش جاهزة للطرح الأولي لسوق الأسهم بسعر 66 ريال للسهم
و ينزل تصريح في كل الجرايد للشيخ هباش يقول فيه (شركة هباش ماركت تعتمد على التمويل بصيغة التورق المجاز شرعاً و جميع عملياتنا تخضع للرقابة الشرعية و قررنا إيقاف بيع الدخان )
يتبعها فتوى بأن الإكتاب حلال في هذه الشركة لأنها تقوم على التجارة المباحة و كذلك التمويل الاسلامي
قناة العربية
للتعرف على شركة هباش ماركت المزمع طرحها في الأسواق معنا على الهاتف المحلل و الخبير الاقتصادي سعود الخابور
المذيعة : استاذ خابور ... هناك من يشكك في مقدرة منافسة الشركة الجديدة (هباش ماركت ) على المنافسة مع الشركات الكبرى و العالمية في سوق المواد الغذائية و تجارة التجزئة ، ما تعليقكم على ذلك ؟
سعود الخابور : لا بالعكس السوق السعودي مقبل على طفرة كبرى و بالذات في سوق التموين ، الشعب يبغى ياكل و بالتالي مافيه أي خوف على الشركة الجديدة
قناة الاقتصادية
معنا في الاستوديو المحلل و الخبير الاقتصادي في الاسواق الناشئة السيد / سمير الاسطا
المذيع : سيد سمير ... هناك من يقول أن ظاهرة دخول شركات صغيرة في السوق السعودي مثل شركة هباش ماركت لن يكون له أي فائدة للسوق و ستتحول إلى شركة مضاربة لا تضيف أي قيمة للسوق ، ما رأيك كخبير في الأسهم خاصة الأسواق النامية
سمير الاسطا : لا بالعكس يافندم ، السوق السعودي بينقصه العمق و شركة زي هباش ماركت بتدي العمق المطلوب ، بعدين دي مش شركا صغيرة دي شركا لها اسمها و أتوقع تحقق نقاحات كبيرة عند الاكتتاب و التداول
قناة CNBC عربيه
معنا على الهواء الاستاز طوني مكزدر
المذيع : استاز طوني شو توقاعتكم لاكتتاب شركة هباش ماركت
طوني مكزدر : السوق السعودي عندو نسبة growth عالية خاصة ب retail market و هيدا الشي بيعطي advantage لشركي متل هباش ماركت هيدا الشي بيخلي فيه عنا كتير opportunety لهي الشركي لتسيطر ع سوق consumers و بدا تكون فرصة كتير كبيرا للمستستمرين بهي الشركا
وهكذا اكتشف إن الموضوع بسيط كل ما يحتاج إليه هو تضخيم قيمة الأصول و المخزون و تقدير قيمة عالية جداً للاسم التجاري (هباش ماركت) و كذلك وضع قيمة عالية مقابل الشهرة و طبعاً رفع رأس المال على الورق لأضعاف رأس المال الأصلي و تصبح الطبخة جاهزة
و هكذا أصبح بإمكان الهباش أن يطرح 30% من أسهم بقالته للأكتتاب العام مقابل 30 ضعف القيمة الحقيقة لها
و بعد أن خرج المحللون في القنوات يشيدون بقطاع التجزئة و بالنمو الكبير الحاصل في السكان و كذلك الاستهلاك المتزايد للمواد الغذائية و عن نجاح (هباش ماركت) في صنع اسم لها و هذا يجعلها فرصة استثمارية ممتازة حتى بسعر اكتتاب للسهم هو 66 ريال للسهم بدلاً من 10 ريال القيمة الاسمية للسهم ، أصبح كل شيء جاهز
و في المقابل خرجت أصوات في مواقع الانترنت تطالب الناس بالتعقل و عدم الانسياق وراء هذا السهم في الاكتتاب بسبب قيمته المبالغ فيها و بسبب وهمية الارقام المذكورة في معلومات الاكتتاب
و جائت فترة الاكتتاب ... و حصل المتوقع ... تمت تغطية الاكتتاب بنسبة 300 % و دخلت مبالغ علاوة الاصدار لجيب الهباش
ليت الهباش اكتفى باللي هبشه .. استمر يلعب بسعر شركته (هباش ماركت) و يرفع السعر في السوق حتى انتهت الستة أشهر الأولى التي يمنع فيها من بيع أسهمة المتبقية و من بعدها بدأ يبيع الأسهم بالسعر العالي و الناس تشتري حتى وصل سهم (هباش ماركت) ل 200 ريال و حتى باع الهباش كل سهم يملكه و بعدها ترك البلونة تنفجر ... هبط السهم بالنسبة القصوى يومياً و خسر كل من يملك في هذا السهم الكثير
عباس الهباش ... أصبح يعرف بالشيخ و أصبح يملك السيارات و القصور و أصبح يلبس الملابس النظيفة و لكن تفكيرة لم يكن أبدأ نظيفاً
في أحد الأيام كان الهباش ينتظر في قاعة الدرجة الأولى بالمطار منتظراً رحلته و شاف طيارة تنزل في المطار ... و التفت على اللي جنبه و قال له : كم تتوقع تصليح بنشر كفر الطيارة و هل يشقه المسمار
ما يستفاد من القصة :
1- أبو طبيع ما يغير طبعه
2- تفوقنا كسعوديين في أشياء كثيرة منها الغش و التدليس
3- لا تصدق ما يقال من المحللين من طقة سمير الاسطا و طوني مكزدر و سعود الخابور
4- قد يتمكن أمثال الهباش من الحصول على لقب (شيخ) في هذه الحياة و لكن
منذ نعومة أظفارة و الهباش يملك مهارات فائقة في التجارة مخلوطة أحياناً بالشطارة و ممزوجة بكثير من الحقارة
كان هم الهباش الوحيد هو المادة حيث يعشق المال لدرجة الجنون و كان على إستعداد إن يقوم بأي شي من أجل كسب المال
كان يبيع المصاقيل لإصدقائه ليعود و يكسبها منهم باللعب و يبيعها لهم مرة أخرى و إذا لم يكسبها باللعب فإنه يخطفها أو يلطشها منهم في أي لحظة غفلة
في صغره كان يسرق البيض من تحت دجاج الجيران و يبيعه على البقالة و عندما كبر قليلاً صار يسرق فراخ الدجاج
ذات مره كان عباس الهباش يلعب مع أصدقائه في القرية و رأى مع أحدهم عشرة ريالات و كان معهم ضب صغير يلهون به قال الهباش وش رايكم اقطع عكرة الضب بأسناني و تعطوني العشرة ريال قالو له ربعه لا نبيك تقطع رأس الضب باسنانك و طبعاً كان الضب حي يرزق و لكن في لحظات قطع الهباش رأسه بأسنانه من أجل حفنة دولارات قصدي من أجل العشرة ريالات
و من أساليب الهباش الجديرة بالاحتقار إنه كان يصلح بنشر سياكل أخوياه بالنهار و بالليل بعد ما ينامون كان يمر ينسم كفرات السياكل بأبره كانت معه و المساكين "يا غافلين لكم الله" كل يوم عند الهباش يزين كفرات سياكلهم
كبر الهباش و كبرت أساليبه و لكنها لم تتغير ، بدلاً من بنشر السياكل فتح بنشر للسيارات و أصبح يزرع الشوارع المحيطة بالمسامير
و فتح محل عطارة و صار يبيع زيوت منتهية الصلاحية على أساس إنها زيت حبة البركة
قصص الهباش في الاحتيال كثيرة و منها إنه ذهب إلى شيخ يقرأ على الماء للتداوي به و كان هذا الشيخ مشهوراً بالقراءة ، و الشيخ كان يقرأ لوجه الله بدون مقابل ، دخل عليه الهباش و قال له : ياشيخ أمي تعبانه و أبيك تقرأ لها على هالموية لعل الله يكتب فيه الشفاء ، قرأ الشيخ على الماء و بعدها قال له الهباش : ياشيخ أخاف أمي ما تصدقني إنك أنت اللي قريت على الماء ... أبيك تكتب لي ورقة عشان أوريها لأمي ، و كتب الشيخ بناء على طلب الهباش في الورقة : إن هذا الماء قد قريت عليه و أسأل الله أن يجعل فيه الشفاء و كتب الشيخ اسمه ووقع ، طبعاً الهباش و هو راجع لقريتهم اشترى حمولة تريلة كاملة من المياة و راح للقرية يبيع على أهلها القارورة بعشرة ريال بدعوى إن الشيخ قاري عليه ، و كان يوري الورقة لأي واحد يشك فيه ، كانت تكلفة المياة حوالي 5000 ريال و باعها بحوالي 100 الف ريال و سوى نفس الحركة مع أكثر من قرية و جمع من هالنصبة مبلغ كبير
و لكن أهم عملية قام بها في حياته كانت عملية الاكتتاب الكبرى
بدأت قصة الاكتتاب عندما انتقل الهباش من قريته الصغيرة إلى الرياض ، و فتح بقالة و سماها (بقالة هباش) ، و طبعاً كان يبحث دائماً عن المواد التموينية المنتهية الصلاحية أو القريبة من الانتهاء بأسعار منخفضة و يغير في التاريخ و يبيع بأسعار عادية و لكن أرباحه من هذا الغش و الاحتيال كانت فوق العادية ، و كان موصي البياع اللي في البقالة يزود في حساب اللي يشترون بالدين ، هالبقالة كبرت و صارت عدة فتحات و اشتهرت بالاسم التجاري (هباش ماركت)
و بعدها بدأ الهباش يفكر في "خبطة العمر" و هي طرح اسهم البقالة في سوق الاسهم ، و أستعان بخبراء في سبيل ذلك
جمع عباس الهباش لجنة من المستشارين بعضوية سمير الاسطا (مصري) و طوني مكزدر (لبناني) و سعود الخابور (سعودي) و كان هذا النقاش بينهم
الهباش : أنا ياجماعة أبي أسوي مثل هالعالم اللي دخلت سوق الأسهم و باعوا جزء بسيط من شركاتهم مقابل علاوات ... دربنا دربهم نبي نتربح ، عاد أنا قلت أحسن شي أدخل البقالة في سوق الاسهم و اجتماعنا اليوم علشان نضبط الطبخة
سمير الأسطا : آه ياباشا الكلام ده عين العئل ، أنا بنصح إننا نضخم أصول البقالة
الهباش : معك حق بس وش نضخم كل اللي عندنا رفوف من الحراج و ثلاجات ملك المصانع
يتدخل سعود الخابور : أنا عندي الحل ، نشتري قطعة أرض و نسجلها من أصول البقالة و بعدها نقيم الأرض بعشرة أضعاف تكلفتها
الهباش : اي و الله جبتها يا سعود بس 10 أضعاف ما تصلح خلها 100 ضعف
طوني مكزدر : هيدا هووي الشغل الصح
الهباش : طيب وش بعد ؟ كيف نقدر نرفع قيمة الشركة قبل الاكتتاب
طوني مكزدر : فينا نسجل علامة (هباش ماركت) علامة مسجلة و نقيمها بمليون ريال مع إنها بتكلف شي عشرة آلاف ريال
سعود الخابور : لا وش علامة (هباش ماركت) ... حنا لازم نسجل مجموعة علامات تجارية ، مثلاً نسجل ( هباش ميني ماركت) (هباش سوبر ماركت) (هباش هايبر ماركت) (هباش فود) (هباش قروسري) نطلع لنا بثلاثين علامة و كل وحدة نقيمها بمليون ريال
الهباش : معك حق ، فكرة حلوة بس خل نقول مليونين لكل علامة
سمير الأسطا : أحنا كمان ممكن نحط قيمة كبدل شهرة للشركة ، أنت البقالة بتاعتك مش مشهورة في الحته؟
سعود الخابور : أيش حته اللي تقول عنها ، حنا لازم نشهر الشركة بحملة إعلانات ضخمة في الجرايد و المحطات نصرف على الحملة مليونين ريال و نحط بدل شهرة للشركة 20 مليون ريال
الهباش : فكرة حلوة بس أنا أقول لو نصرف ثلاثة مليون و نخلي بدل الشهرة 50 مليون ، وش رايك يا طوني
طوني مكزدر : ما بدها حكي ، هي فكرة ممتازا و أنا عندي شركة إعلانات بتعجبك
يقترب سعود الخابور من الهباش و يهمس في اذنه : بقي طال عمرك الأهم ، بقي أتعابنا حنا
يرد الهباش همساً في أذن سعود : بس أنت اللي قلت كل شي هم ما قالوا شي مفيد ، أنا أقول أعطيك أنت و هم أطنشهم
يرد سعود همساً : لا طال عمرك لا تنسى التحليل في القنوات الفضائية و طوني و سمير يفيدونا كثير
الهباش : خلاص نتعشى اللحين و شيكاتكم تستلمونها بعد العشا
تظهر حملة قوية و ضخمة للاعلان عن الشركة الجديدة المقبلة على الطرح ، أصبحت بقالة هباش جاهزة للطرح الأولي لسوق الأسهم بسعر 66 ريال للسهم
و ينزل تصريح في كل الجرايد للشيخ هباش يقول فيه (شركة هباش ماركت تعتمد على التمويل بصيغة التورق المجاز شرعاً و جميع عملياتنا تخضع للرقابة الشرعية و قررنا إيقاف بيع الدخان )
يتبعها فتوى بأن الإكتاب حلال في هذه الشركة لأنها تقوم على التجارة المباحة و كذلك التمويل الاسلامي
قناة العربية
للتعرف على شركة هباش ماركت المزمع طرحها في الأسواق معنا على الهاتف المحلل و الخبير الاقتصادي سعود الخابور
المذيعة : استاذ خابور ... هناك من يشكك في مقدرة منافسة الشركة الجديدة (هباش ماركت ) على المنافسة مع الشركات الكبرى و العالمية في سوق المواد الغذائية و تجارة التجزئة ، ما تعليقكم على ذلك ؟
سعود الخابور : لا بالعكس السوق السعودي مقبل على طفرة كبرى و بالذات في سوق التموين ، الشعب يبغى ياكل و بالتالي مافيه أي خوف على الشركة الجديدة
قناة الاقتصادية
معنا في الاستوديو المحلل و الخبير الاقتصادي في الاسواق الناشئة السيد / سمير الاسطا
المذيع : سيد سمير ... هناك من يقول أن ظاهرة دخول شركات صغيرة في السوق السعودي مثل شركة هباش ماركت لن يكون له أي فائدة للسوق و ستتحول إلى شركة مضاربة لا تضيف أي قيمة للسوق ، ما رأيك كخبير في الأسهم خاصة الأسواق النامية
سمير الاسطا : لا بالعكس يافندم ، السوق السعودي بينقصه العمق و شركة زي هباش ماركت بتدي العمق المطلوب ، بعدين دي مش شركا صغيرة دي شركا لها اسمها و أتوقع تحقق نقاحات كبيرة عند الاكتتاب و التداول
قناة CNBC عربيه
معنا على الهواء الاستاز طوني مكزدر
المذيع : استاز طوني شو توقاعتكم لاكتتاب شركة هباش ماركت
طوني مكزدر : السوق السعودي عندو نسبة growth عالية خاصة ب retail market و هيدا الشي بيعطي advantage لشركي متل هباش ماركت هيدا الشي بيخلي فيه عنا كتير opportunety لهي الشركي لتسيطر ع سوق consumers و بدا تكون فرصة كتير كبيرا للمستستمرين بهي الشركا
وهكذا اكتشف إن الموضوع بسيط كل ما يحتاج إليه هو تضخيم قيمة الأصول و المخزون و تقدير قيمة عالية جداً للاسم التجاري (هباش ماركت) و كذلك وضع قيمة عالية مقابل الشهرة و طبعاً رفع رأس المال على الورق لأضعاف رأس المال الأصلي و تصبح الطبخة جاهزة
و هكذا أصبح بإمكان الهباش أن يطرح 30% من أسهم بقالته للأكتتاب العام مقابل 30 ضعف القيمة الحقيقة لها
و بعد أن خرج المحللون في القنوات يشيدون بقطاع التجزئة و بالنمو الكبير الحاصل في السكان و كذلك الاستهلاك المتزايد للمواد الغذائية و عن نجاح (هباش ماركت) في صنع اسم لها و هذا يجعلها فرصة استثمارية ممتازة حتى بسعر اكتتاب للسهم هو 66 ريال للسهم بدلاً من 10 ريال القيمة الاسمية للسهم ، أصبح كل شيء جاهز
و في المقابل خرجت أصوات في مواقع الانترنت تطالب الناس بالتعقل و عدم الانسياق وراء هذا السهم في الاكتتاب بسبب قيمته المبالغ فيها و بسبب وهمية الارقام المذكورة في معلومات الاكتتاب
و جائت فترة الاكتتاب ... و حصل المتوقع ... تمت تغطية الاكتتاب بنسبة 300 % و دخلت مبالغ علاوة الاصدار لجيب الهباش
ليت الهباش اكتفى باللي هبشه .. استمر يلعب بسعر شركته (هباش ماركت) و يرفع السعر في السوق حتى انتهت الستة أشهر الأولى التي يمنع فيها من بيع أسهمة المتبقية و من بعدها بدأ يبيع الأسهم بالسعر العالي و الناس تشتري حتى وصل سهم (هباش ماركت) ل 200 ريال و حتى باع الهباش كل سهم يملكه و بعدها ترك البلونة تنفجر ... هبط السهم بالنسبة القصوى يومياً و خسر كل من يملك في هذا السهم الكثير
عباس الهباش ... أصبح يعرف بالشيخ و أصبح يملك السيارات و القصور و أصبح يلبس الملابس النظيفة و لكن تفكيرة لم يكن أبدأ نظيفاً
في أحد الأيام كان الهباش ينتظر في قاعة الدرجة الأولى بالمطار منتظراً رحلته و شاف طيارة تنزل في المطار ... و التفت على اللي جنبه و قال له : كم تتوقع تصليح بنشر كفر الطيارة و هل يشقه المسمار
ما يستفاد من القصة :
1- أبو طبيع ما يغير طبعه
2- تفوقنا كسعوديين في أشياء كثيرة منها الغش و التدليس
3- لا تصدق ما يقال من المحللين من طقة سمير الاسطا و طوني مكزدر و سعود الخابور
4- قد يتمكن أمثال الهباش من الحصول على لقب (شيخ) في هذه الحياة و لكن
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووملطوووووووووووووووووووووووووش ومسروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووق على الطريقة الهباشية