خبره
عضو نشط
- التسجيل
- 7 يناير 2007
- المشاركات
- 1,322
القبس تحاور كبير الاقتصاديين في «اتش اس بي سي» ..كما تحاور المتخصص في الأسواق الخليجية
hsbc: 2008 كان امتحانا للشركات.. نتائجه تظهر في 2009
ويليامز
أجرى الحوار: مارون بدران
لعله من البنوك العالمية القليلة التي لم تصدر حولها اشاعات سقوط. فاستراتيجية التوسع ونموذج الاعمال اللذان اتبعهما اثبتا صحة خياراته نسبيا. كما ان التدخل السريع لحكومة المملكة المتحدة في القطاع المصرفي البريطاني اشاع جوا من الطمأنينة في النفوس وساعد البنك على الاستمرار في تحقيق ارباح لحملة اسهمه. انه بنك «اتش اس بي سي» العالمي الذي لم يأل جهدا لشرح تداعيات الازمة المالية على الاقتصاديات والادوات الاستثمارية حول العالم امام عملائه وموظفيه. لذا كان لكبير الاقتصاديين في «اتش اس بي سي» ديفيد بلوم جولة في فروع البنك الاقليمية لشرح هذه التداعيات. ورافق بلوم الاقتصادي الاول المتخصص في الاسواق الخليجية سايمون ويليامز. وقد حطت رحالهما منذ اسبوعين في الكويت. «القبس» التقت بلوم وويليامز في حوار خاص. سألتهما عن وضع العملة المحلية والبورصات الخليجية وعن اسواق الاسهم العالمية والتوقعات المستقبلية. وفيما يلي نص الحوار:
• هل تعتقد ان فك ربط الدينار بالدولار منح الكويت مرونة اكثر نفعتها في هذه الفترة الصعبة؟
ــ ويليامز: بالطبع نعم، فالكويت استفادت كثيرا من ربط عملتها بسلة عملات العام الماضي. وأقترح بشدة ان تتبع دول الخليج خطى الكويت، لا ان تتراجع هذه الاخيرة عن قراراتها في هذا الشأن. فالمنطقة عانت كثيرا في الاعوام الماضية من ربط العملات المحلية بالدولار. صحيح اليوم ان الوضع قد تغير بالنسبة لقيمة الدولار، لكن السياسة النقدية في الكويت مرنة وناجحة.
خفض الفائدة
• هل تعتقد أنه من المفيد اليوم خفض الفائدة في الكويت؟
ــ ويليامز: نمو الاقتصاد العام يتجه نحو التباطؤ، اسواق الائتمان تضررت بشدة. لذا يعتبر تخفيض الفائدة ضرورة قصوى وحاجة ملحة.
ــ بلوم: الفائدة اليابانية صفر في المائة، والبريطانية واحد في المائة، وتتجه الفائدة في جميع دول العالم الى الانخفاض. وليس من الضروري ان تبقى مرتفعة في الكويت.
ــ ويليامز: قبل عام، كان مبررا ان تبقى اسعار الفائدة مرتفعة بسبب التضخم، لكن الصورة تغيرت اليوم. فمستويات النمو تتباطأ هنا، والبيئة الاقتصادية العالمية ليست صحية، مما سيضغط على نمو الطلب المحلي، ونعتبر ان العام المقبل سيكون صعبا.
• ما أثر ابطاء عجلة تنفيذ المشاريع في الكويت والمنطقة بسبب الازمة؟
ــ ويليامز: الإنفاق الرأسمالي سيتباطأ دون شك. فالناس تعتقد أن الطفرة الذي شهدتها دول التعاون في الأعوام الماضية بفضل البترودولارات وصلت إلى نهايتها. كما أن نوافذ عدة أقفلت في العالم أمام الاستثمارات الحكومية العابرة للقارات مع انهيار أسواق الأسهم والعقار في الدول المختلفة. والإنفاق الرأسمالي المتباطئ سيؤذي دون شك تنفيذ المشاريع.
العقار والأسهم الخليجية
• هل تعتبر استثمار البترودولارات وأموال الصناديق السيادية في الداخل جيد؟
ــ ويليامز: بالطبع نعم. فقد تحدث العالم كله عن استفادة الصناديق السيادية من الفرص العالمية، وبدأنا نلاحظ عودة هذه الصناديق إلى أسواقها المحلية.
• هل ترى أي قاع لأسواق المال في الخليج؟
ــ ويليامز: أنظر إلى أسواق الأسهم اليوم وألاحظ أن التداولات لا تجري حسب الأساسيات العلمية، ولا حسب النمو الاقتصادي أو نمو الأرباح المتوقع. بل يتداول المستثمرون على أساس الخوف. وعندما ينتهي الخوف ويتطلع المتداولون على الأساسيات القوية، تكون الأسواق قد وصلت إلى القاع.
• كيف تنظر إلى القطاع العقاري في الدول الخليجية خلال هذه الفترة؟ هل هو مقبل على أزمة أكبر؟
ــ ويليامز: مفهوم السوق العقاري في العالم تغير. فلم يعد السوق في أي بلد هو سوق محلي فقط. فالقطاع بات في أي بلد عالمي، ويعكس الأساسيات الاقتصادية العامة. بدأنا نلاحظ في المنطقة بعض المشاكل قصيرة المدى، فرسم صورة واضحة عن القطاع للمدى البعيد أكثر صعوبة. ودبي هي الأكثر تأثرا اليوم.
انهيارات بنوك أخرى
• هل تعتبرون أن أسواق الأسهم العالمية وصلت إلى القاع أم بعد؟
ــ بلوم: لا، طبعا لا. فالكساد لم يبدأ بعد. ما كنا نشهده هو مجرد تباطؤ للنمو. ونحن قلقون اليوم من ألا تستمر بعض الشركات في الحياة. لا نعرف من هي، لكنه خوف حقيقي من انهيار ما محدق. هناك مثل بريطاني يقول: «كل تفاحة كل يوم، لتبقي الطبيب بعيدا دوم»، أما اليوم فالمثل بات «ضخ تريليون دولار يوميا لتبقي الانهيارات بعيدة».
• هل لديكم مخاوف اليوم من انهيارات بنوك عالمية أخرى؟
ــ بلوم: لا ليس لديَّ تخوف في هذا المجال. فالحكومات تدخلت بقوة هذه المرة، وضخت أموالا في هذه البنوك. كما أنها ضمنت جميع الودائع المصرفية، فلا نتوقع أي انهيار بنكي في المستقبل القريب. لكن المشكلة هي بالنسبة لحملة الأسهم، فهم من تعرض لخسائر كبيرة وتضرروا.
• ما نصائحكم للصناديق السيادية الخليجية والهيئة العامة للاستثمار؟ أين تعتبرون الاستثمار أجدى هذه الأيام؟
ــ بلوم: الاستثمار اليوم أفضل من الندم غدا على عدم الشراء. المشكلة هي في قدرة تحمل المعاناة على المدى القصير: معاناة سياسية ومعاناة اقتصادية ومالية. لكن صناديق الثروات السيادية ستستفيد على المدى البعيد. فلا مشكلة عند الصناديق التي تدير أموالا لمصلحة الأجيال القادمة. فهذه السنة كان أداء الصناديق بشكل عام ضعيف، لكن الحكومات بدأت تضخ مبالغ ضخمة في الأسواق، فالولايات المتحدة وبريطانيا سيضخان تريليوني دولار كخطط إنقاذ، والصينيون واليابانيون كذلك، فلا أحد يلعب هنا. وكل هذا لتخفيف الوجع فقط.
النفط والدولار
• ما توقعاتكم لأسعار النفط في المستقبل؟
ــ بلوم: تختلف التوقعات حسب النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي. يجب معرفة أن كل شيء في العالم قابل للتغيير خصوصا في الاقتصاد. وطالما بقيت أسواق السيولة جافة وإنفاق المستهلكين لا ينمو بالشكل المطلوب، فأسعار النفط ستبقى منخفضة حتى يتحسن الاقتصاد وبالتالي تحسن الطلب على الخام.
• ما توقعاتكم لمستقبل الدولار وللسندات الأميركية؟
ــ بلوم: سوق العملات بشكل عام متقلب في هذه الفترة. وأعتقد أن الدولار سيتابع طريقه في الارتفاع على المدى القصير، وقد يبقى قويا في حال انكماش الاقتصاد الأميركي خلال العامين المقبلين. فتعامل العملة مع الاقتصاد هو نسبي وعكسي، كلما ضعف الاقتصاد ارتفعت قيمة العملة. فجميع عملات الدول الناشئة مثل الصين والبرازيل وروسيا ضعيفة مقابل نمو اقتصادي غير مسبوق. واليوم الجميع متأثر في الأزمة. ففي حين كنا نعتقد سابقا أن الاقتصادات فكت الارتباط بأميركا، وجدنا أنفسنا وسط عدوى قوية. والدولار اليوم يستفيد من معاناة الآخرين. أما بالنسبة للسندات الأميركية، فمستقبلها غامض. فالخوف من الركود الاقتصادي قوي، والخوف من انهيار أسواق الأسهم قوي. وسوق السندات عادة يتعامل مع هذا الخوف.
تدخل السلطات الكويتية
• هل تعتقدون أنه من المناسب أن تضخ الهيئة العامة للاستثمار أموالا بشكل مباشر في سوق المال لشراء أسهم شركات كويتية أو من المفضل شراء أصول وقروض؟
ــ بلوم: إذا نظرت إلى أسواق المال بشكل عام، لرأيت جمودا فعليا في الحركة. واليوم هي الفترة المناسبة لتكاتف الجميع من أجل الوصول إلى بر الأمان. ففي الولايات المتحدة مثلا، ليس الاحتياطي الفدرالي هو وحده من يتحرك بل أيضا وزارة الخزانة والمؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة أيضا. وها هي الحكومة توزع الأموال لشراء أسهم وأصول، وتنفق تريليونات الدولارات بهدف تحفيز الاقتصاد. وهذا ما عليكم فعله هنا. التحرك على جميع الجبهات وعدم الاكتفاء بالاستثمار في الأسهم، وهذا هو الوقت للتدخل بقوة.
• ماذا تنصحون المستثمرين في هذه الفترة العصيبة؟
ــ بلوم: كلمة واحدة، كافحوا لتبقوا على قيد الحياة. فالمستثمر الذي يستطيع الانتظار حتى تمر العاصفة، عليه عدم التحرك والانتظار. وهذا ما يفعله القطاع الخاص في الغرب. جميع الشركات تدخر والأفراد أيضا، ولا أحد يزيد من إنفاقه. لذا تتدخل الحكومات وتنفق عنهم لفترة معينة حتى تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.
لماذا المفاجأة بخسائر بنك الخليج
سألنا ديفيد بلوم عن رأيه بتكبد أحد البنوك الكويتية خسائر في المشتقات، فقال ان هذه الخسارة طبيعية جدا. فمن لم يتأثر بشكل أو بآخر بالأزمة. وأضاف: «الكثير من البنوك انهارت في أميركا أو حتى تكبدت خسائر ضخمة. ولولا تدخل الحكومات لشهدنا انهيارات أخرى. الجميع لديه مشاكله بحجمه».
تفاءلوا .. سيكون هناك غد
يعتبر ديفيد بلوم أن الشيء الإيجابي في هذه الأزمة المالية العالمية هو «إنه سيكون هناك غد». ويشرح بلوم: «الكثير من الناس سيستطيعون شراء منزل في المستقبل بعد هبوط الأسعار، كما أن التضخم كان مرتفعا إلى مستويات غير مقبولة، وكل شيء كان غاليا مثل الفنادق والطيران والسياحة. اليوم بدأت هذه المستويات في الانخفاض مما يبشر في ارتفاع الإنفاق على المدى البعيد. على الجميع الانتظار، وسيشهدون عودة الأشياء إلى حالها».
hsbc: 2008 كان امتحانا للشركات.. نتائجه تظهر في 2009
ويليامز
أجرى الحوار: مارون بدران
لعله من البنوك العالمية القليلة التي لم تصدر حولها اشاعات سقوط. فاستراتيجية التوسع ونموذج الاعمال اللذان اتبعهما اثبتا صحة خياراته نسبيا. كما ان التدخل السريع لحكومة المملكة المتحدة في القطاع المصرفي البريطاني اشاع جوا من الطمأنينة في النفوس وساعد البنك على الاستمرار في تحقيق ارباح لحملة اسهمه. انه بنك «اتش اس بي سي» العالمي الذي لم يأل جهدا لشرح تداعيات الازمة المالية على الاقتصاديات والادوات الاستثمارية حول العالم امام عملائه وموظفيه. لذا كان لكبير الاقتصاديين في «اتش اس بي سي» ديفيد بلوم جولة في فروع البنك الاقليمية لشرح هذه التداعيات. ورافق بلوم الاقتصادي الاول المتخصص في الاسواق الخليجية سايمون ويليامز. وقد حطت رحالهما منذ اسبوعين في الكويت. «القبس» التقت بلوم وويليامز في حوار خاص. سألتهما عن وضع العملة المحلية والبورصات الخليجية وعن اسواق الاسهم العالمية والتوقعات المستقبلية. وفيما يلي نص الحوار:
• هل تعتقد ان فك ربط الدينار بالدولار منح الكويت مرونة اكثر نفعتها في هذه الفترة الصعبة؟
ــ ويليامز: بالطبع نعم، فالكويت استفادت كثيرا من ربط عملتها بسلة عملات العام الماضي. وأقترح بشدة ان تتبع دول الخليج خطى الكويت، لا ان تتراجع هذه الاخيرة عن قراراتها في هذا الشأن. فالمنطقة عانت كثيرا في الاعوام الماضية من ربط العملات المحلية بالدولار. صحيح اليوم ان الوضع قد تغير بالنسبة لقيمة الدولار، لكن السياسة النقدية في الكويت مرنة وناجحة.
خفض الفائدة
• هل تعتقد أنه من المفيد اليوم خفض الفائدة في الكويت؟
ــ ويليامز: نمو الاقتصاد العام يتجه نحو التباطؤ، اسواق الائتمان تضررت بشدة. لذا يعتبر تخفيض الفائدة ضرورة قصوى وحاجة ملحة.
ــ بلوم: الفائدة اليابانية صفر في المائة، والبريطانية واحد في المائة، وتتجه الفائدة في جميع دول العالم الى الانخفاض. وليس من الضروري ان تبقى مرتفعة في الكويت.
ــ ويليامز: قبل عام، كان مبررا ان تبقى اسعار الفائدة مرتفعة بسبب التضخم، لكن الصورة تغيرت اليوم. فمستويات النمو تتباطأ هنا، والبيئة الاقتصادية العالمية ليست صحية، مما سيضغط على نمو الطلب المحلي، ونعتبر ان العام المقبل سيكون صعبا.
• ما أثر ابطاء عجلة تنفيذ المشاريع في الكويت والمنطقة بسبب الازمة؟
ــ ويليامز: الإنفاق الرأسمالي سيتباطأ دون شك. فالناس تعتقد أن الطفرة الذي شهدتها دول التعاون في الأعوام الماضية بفضل البترودولارات وصلت إلى نهايتها. كما أن نوافذ عدة أقفلت في العالم أمام الاستثمارات الحكومية العابرة للقارات مع انهيار أسواق الأسهم والعقار في الدول المختلفة. والإنفاق الرأسمالي المتباطئ سيؤذي دون شك تنفيذ المشاريع.
العقار والأسهم الخليجية
• هل تعتبر استثمار البترودولارات وأموال الصناديق السيادية في الداخل جيد؟
ــ ويليامز: بالطبع نعم. فقد تحدث العالم كله عن استفادة الصناديق السيادية من الفرص العالمية، وبدأنا نلاحظ عودة هذه الصناديق إلى أسواقها المحلية.
• هل ترى أي قاع لأسواق المال في الخليج؟
ــ ويليامز: أنظر إلى أسواق الأسهم اليوم وألاحظ أن التداولات لا تجري حسب الأساسيات العلمية، ولا حسب النمو الاقتصادي أو نمو الأرباح المتوقع. بل يتداول المستثمرون على أساس الخوف. وعندما ينتهي الخوف ويتطلع المتداولون على الأساسيات القوية، تكون الأسواق قد وصلت إلى القاع.
• كيف تنظر إلى القطاع العقاري في الدول الخليجية خلال هذه الفترة؟ هل هو مقبل على أزمة أكبر؟
ــ ويليامز: مفهوم السوق العقاري في العالم تغير. فلم يعد السوق في أي بلد هو سوق محلي فقط. فالقطاع بات في أي بلد عالمي، ويعكس الأساسيات الاقتصادية العامة. بدأنا نلاحظ في المنطقة بعض المشاكل قصيرة المدى، فرسم صورة واضحة عن القطاع للمدى البعيد أكثر صعوبة. ودبي هي الأكثر تأثرا اليوم.
انهيارات بنوك أخرى
• هل تعتبرون أن أسواق الأسهم العالمية وصلت إلى القاع أم بعد؟
ــ بلوم: لا، طبعا لا. فالكساد لم يبدأ بعد. ما كنا نشهده هو مجرد تباطؤ للنمو. ونحن قلقون اليوم من ألا تستمر بعض الشركات في الحياة. لا نعرف من هي، لكنه خوف حقيقي من انهيار ما محدق. هناك مثل بريطاني يقول: «كل تفاحة كل يوم، لتبقي الطبيب بعيدا دوم»، أما اليوم فالمثل بات «ضخ تريليون دولار يوميا لتبقي الانهيارات بعيدة».
• هل لديكم مخاوف اليوم من انهيارات بنوك عالمية أخرى؟
ــ بلوم: لا ليس لديَّ تخوف في هذا المجال. فالحكومات تدخلت بقوة هذه المرة، وضخت أموالا في هذه البنوك. كما أنها ضمنت جميع الودائع المصرفية، فلا نتوقع أي انهيار بنكي في المستقبل القريب. لكن المشكلة هي بالنسبة لحملة الأسهم، فهم من تعرض لخسائر كبيرة وتضرروا.
• ما نصائحكم للصناديق السيادية الخليجية والهيئة العامة للاستثمار؟ أين تعتبرون الاستثمار أجدى هذه الأيام؟
ــ بلوم: الاستثمار اليوم أفضل من الندم غدا على عدم الشراء. المشكلة هي في قدرة تحمل المعاناة على المدى القصير: معاناة سياسية ومعاناة اقتصادية ومالية. لكن صناديق الثروات السيادية ستستفيد على المدى البعيد. فلا مشكلة عند الصناديق التي تدير أموالا لمصلحة الأجيال القادمة. فهذه السنة كان أداء الصناديق بشكل عام ضعيف، لكن الحكومات بدأت تضخ مبالغ ضخمة في الأسواق، فالولايات المتحدة وبريطانيا سيضخان تريليوني دولار كخطط إنقاذ، والصينيون واليابانيون كذلك، فلا أحد يلعب هنا. وكل هذا لتخفيف الوجع فقط.
النفط والدولار
• ما توقعاتكم لأسعار النفط في المستقبل؟
ــ بلوم: تختلف التوقعات حسب النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي. يجب معرفة أن كل شيء في العالم قابل للتغيير خصوصا في الاقتصاد. وطالما بقيت أسواق السيولة جافة وإنفاق المستهلكين لا ينمو بالشكل المطلوب، فأسعار النفط ستبقى منخفضة حتى يتحسن الاقتصاد وبالتالي تحسن الطلب على الخام.
• ما توقعاتكم لمستقبل الدولار وللسندات الأميركية؟
ــ بلوم: سوق العملات بشكل عام متقلب في هذه الفترة. وأعتقد أن الدولار سيتابع طريقه في الارتفاع على المدى القصير، وقد يبقى قويا في حال انكماش الاقتصاد الأميركي خلال العامين المقبلين. فتعامل العملة مع الاقتصاد هو نسبي وعكسي، كلما ضعف الاقتصاد ارتفعت قيمة العملة. فجميع عملات الدول الناشئة مثل الصين والبرازيل وروسيا ضعيفة مقابل نمو اقتصادي غير مسبوق. واليوم الجميع متأثر في الأزمة. ففي حين كنا نعتقد سابقا أن الاقتصادات فكت الارتباط بأميركا، وجدنا أنفسنا وسط عدوى قوية. والدولار اليوم يستفيد من معاناة الآخرين. أما بالنسبة للسندات الأميركية، فمستقبلها غامض. فالخوف من الركود الاقتصادي قوي، والخوف من انهيار أسواق الأسهم قوي. وسوق السندات عادة يتعامل مع هذا الخوف.
تدخل السلطات الكويتية
• هل تعتقدون أنه من المناسب أن تضخ الهيئة العامة للاستثمار أموالا بشكل مباشر في سوق المال لشراء أسهم شركات كويتية أو من المفضل شراء أصول وقروض؟
ــ بلوم: إذا نظرت إلى أسواق المال بشكل عام، لرأيت جمودا فعليا في الحركة. واليوم هي الفترة المناسبة لتكاتف الجميع من أجل الوصول إلى بر الأمان. ففي الولايات المتحدة مثلا، ليس الاحتياطي الفدرالي هو وحده من يتحرك بل أيضا وزارة الخزانة والمؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة أيضا. وها هي الحكومة توزع الأموال لشراء أسهم وأصول، وتنفق تريليونات الدولارات بهدف تحفيز الاقتصاد. وهذا ما عليكم فعله هنا. التحرك على جميع الجبهات وعدم الاكتفاء بالاستثمار في الأسهم، وهذا هو الوقت للتدخل بقوة.
• ماذا تنصحون المستثمرين في هذه الفترة العصيبة؟
ــ بلوم: كلمة واحدة، كافحوا لتبقوا على قيد الحياة. فالمستثمر الذي يستطيع الانتظار حتى تمر العاصفة، عليه عدم التحرك والانتظار. وهذا ما يفعله القطاع الخاص في الغرب. جميع الشركات تدخر والأفراد أيضا، ولا أحد يزيد من إنفاقه. لذا تتدخل الحكومات وتنفق عنهم لفترة معينة حتى تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه.
لماذا المفاجأة بخسائر بنك الخليج
سألنا ديفيد بلوم عن رأيه بتكبد أحد البنوك الكويتية خسائر في المشتقات، فقال ان هذه الخسارة طبيعية جدا. فمن لم يتأثر بشكل أو بآخر بالأزمة. وأضاف: «الكثير من البنوك انهارت في أميركا أو حتى تكبدت خسائر ضخمة. ولولا تدخل الحكومات لشهدنا انهيارات أخرى. الجميع لديه مشاكله بحجمه».
تفاءلوا .. سيكون هناك غد
يعتبر ديفيد بلوم أن الشيء الإيجابي في هذه الأزمة المالية العالمية هو «إنه سيكون هناك غد». ويشرح بلوم: «الكثير من الناس سيستطيعون شراء منزل في المستقبل بعد هبوط الأسعار، كما أن التضخم كان مرتفعا إلى مستويات غير مقبولة، وكل شيء كان غاليا مثل الفنادق والطيران والسياحة. اليوم بدأت هذه المستويات في الانخفاض مما يبشر في ارتفاع الإنفاق على المدى البعيد. على الجميع الانتظار، وسيشهدون عودة الأشياء إلى حالها».