سهيل الدراج
عضو محترف
سهيل الدراج - الرياض - السبت 28 يونيو 2008م ..
اسدل الستار يوم الجمعة 27 يونيو على اسبوع دموى في وول ستريت فقد فيه الداو جونز 4.2% ، وجاء الهبوط القوى لاسباب كثيرة .. لكن في الجهة المقابلة كان هناك من حقق أرباحاً وفيره ، فقد نجح المراهنون على اسعار النفط الى القفز به عاليا ليتجاوز عتبة 140$ ويحقق الأرقام القياسية المتوالية ويسجل 142.99 في جلسة تداول الجمعة .. وجاء ارتفاع النفط بهذه الحدة بعد تصريحات لوزير النفط الليبى الذى قال ان بلاده قد تخفض انتاجها من النفط اعتقادا منها ان السوق به نفط كافي ، وان سعر 150$ للبرميل اصبح في حكم المؤكد.. وجاءت تصريحات اخرى من رئيس منظمة أوبك قال فيها ان النفط سيصل الى مستويات بين 150$ الى 170$ بحلول الصيف في سبتمر .. كما توالت التقديرات المتفائلة بارتفاع اسعار النفط من الكثير من المحلليين الدوليين كميريلينج ومورجان ستانلى وجي بي مورجان ..
الاسواق العالمية وخصوصاً الأمريكية تلقت هذا الاسبوع الكثير من الصفعات المتتالية التى افقدتها التوازن ، لتدفع بها الى أدنى مستوى لها منذ فبراير عام 2008م ، المستوى الذى هبط بها الى مستويات متدنية بعد مشكلة بنك بيرستيرنز وتدخله لانقاذ مايمكن انقاذه بعد افلاس البنك ..
فارتفاع اسعار النفط وتفاقم خسائر البنوك الاستثمارية وتخفيض التصنيف الائتمانى لأكبر شركتين للتأمين على الدين في امريكا ، وتخفيض التقديرات للكثير من البنوك على راسها سيتى جروب ، ونظرة غير جيدة للاقتصاد من قبل الشركات التى اعلنت عن نتائجها كشركة أوراكل و رسيرش ان موشن RIMM ونايك لأحذية الرياضية وفيدكس و يو بى اس لنقل الطرود ، اضافة الى تحذيرات من عملاق اجهزة الاتصال المحمولة نوكيا واريكسون ..
كما ساهم تدهور قطاع النقل والطيران في الولايات المتحدة الى اقتراب الكثير من الشركات من الإفلاس ، فاعلنت دلتا ايرلاينز عن رفع اسعار التذاكر اسوه بباقى الشركات ، وهبطت جنرال موتورز بحدة بعد ان حصلت على تقييمات ببيع السهم من مجموعة المحلليين لتنخفض بحدة وتفقد اكثر من 50% من قيمتها خلال 45 يوماً ويهبط سهمها الى 11.5$ ، وتبعتها شركة فورد لتهبط الى 5$ ، وفى نفس الوقت نفت شركة دايملر كرايسلر الشائعات التى تحدثت عن ان الشركة ستقوم بالتوقيع على شابتر 11 الذى يعنى الافلاس والحماية من الدائنين ..
الدولار هو الآخر ساهم في المآساة فقد هبط بقوة هذا الاسبوع ليسجل 1.5787 امام اليورو ، وجاء هذا الانخفاض بعد ان اعلن الفدرالي الامريكي عن ابقاءه على الفائدة دون تغير عند مستويات 2% وفى المقابل صدرت تصريحات من رئيس البنك المركزى الأوروبى السيد تريشيت عن ان رفعاً للفائدة بات وشيكاً وذلك عندما يجتمع البنك المركزى الاوروبي الاسبوع القادم ، لأن كبح جماح التضخم يعتبر أولوية على النمو الاقتصادي .. وقد وجه بعض المحلليين الماليين انتقاداتهم الحاده للمركزى الأوروبى ، وقالوا بأنه سيكون مسؤولاً عن مايحدث في العالم من تضخم ان اقدم على رفع الفائدة لأن ذلك سيتسبب في المزيد من التدهور للدولار ، مما سيتسبب في رفع اسعار الطاقة والاغذية الى مستويات خطيرة ..
وكان دان زنجر ، اشهر المحلليين الفنيين في العالم قد ذكر في موقعه على الشبكة العنكبوتية أنه سيتوقف عن اصدار التوصيات مؤقتاً لأنه يرى ان الاسواق مقبلة على هبوط كبير .. وبذلك يكون شهر يونيو 2008م هو أسوأ يونيو منذ الكساد الكبير عام 1929م أى منذ 79 عاماً .. كما ان الاسواق الامريكية اصبحت على اعتاب الدخول رسمياً في البير ماركت أو الاسواق الهابطة ، مما يعنى المزيد من الهبوط ..
الاسواق العالمية استجابت لهذا الحدث بشكل اكبر ، فقد حققت اغلب اسواق العالم خسائر كبيرة ، كان في مقدمتها السوق الصينى الذى خسر 5.5% يوم الجمعة وحده ، ليصبح اكبر الخاسرين هذه السنة حيث فقد المؤشر حوالى 50% من قيمته خلال النصف الأول من عام 2008م ..